أمرت نيابة جنوبالقاهرة برئاسة أيمن بدوي ومحمد جمال وكيل النيابة بدفن 35 جثة تم التعرف عليهم والتحفظ علي 6 جثث أخري لحين التعرف علي أصحابها وتم الدفن بعد توقيع الكشف الظاهري علي جثث الضحايا دون تشريح إلا من ترغب أسرته في ذلك وبعد موافقة كتابية علي إجراء التشريح. من ناحية أخري تضاربت التقارير الخاصة بأسماء المصابين مع دفاتر تصاريح الدفن بشأن جثة تم استخراج تصريح الدفن لها ولم يتم سؤال أهل المتوفي في تحقيقات النيابة نتيجة لشدة تدافع أهالي المتوفين واجتياحهم مشرحة زينهم للتعرف علي جثث أبنائهم. كانت النيابة العامة قد أمرت بتوقيع الكشف الطبي الظاهري علي جثامين الضحايا بعد إقرار أهاليهم في التحقيقات بعدم رغبتهم في التشريح. كان مستشفي مشرحة زينهم قد استقبل 41 جثة قادمة من بورسعيد إلي القاهرة بعدما أخطر مساعد كبير الأطباء الشرعيين د.أشرف الرفاعي بقدوم 51 جثة إلي مشرحة الطب الشرعي بزينهم بعدما استلم عدد من الأهالي 9 جثث قبل دخولها إلي المشرحة لتوقيع الكشف الطبي عليها. أكد د.أشرف الرفاعي ان أهالي المتوفين قد تدافعو بشدة علي مشرحة الطب الشرعي للتعرف علي الضحايا مما أدي إلي عدم تمكن الأطباء من ممارسة عملهم وتوقيع الكشف الطبي بشكل منظم وسريع خاصة بعد ان امتلأت طرقات وغرف المشرحة بالجثث وبالأهالي وجاء القرار بتوقيع الكشف الطبي ظاهريا مع وجود عجز في الأطباء بالمشرحة نظرا لسفر فريق منهم فجر ليلة أمس إلي مدينة بورسعيد لتوقيع الكشف الطبي علي الضحايا هناك إلا انهم عادوا للقاهرة مع صدور تعليمات لهم بالعودة بسبب نقل جثث الضحايا علي متن احدي طائرات القوات المسلحة وتم توقيع الكشف الطبي وتشريح جثامين 21 آخرين بمدينة بورسعيد بمعرفة الطب الشرعي هناك ليكون عدد ضحايا الحادث 74 متوفي. وسط مشهد مأساوي أبكي جموع المصريين وأهالي وأقارب الضحايا وتعالت أصوات وصرخات وعويل أهالي الضحايا الذين اتهموا المتسببين في الحادث بأنه عمل إجرامي مخطط ومدبر من قبل من لهم مصلحة في إحداث الفوضي في البلاد حتي لا تكتمل الثورة في تحقيق أهدافها. جاء تقرير الطب الشرعي بأنه تم إجراء الكشف الظاهري علي جثث الضحايا ويتعذر الجزم اليقيني بتحديد سبب الوفاة نظرا لعدم إجراء الصفة التشريحية لجثامين الضحايا والتي تم التعرف علي 35 منهما وهم محمد مصطفي محمد وعمر عمرو آدم ومحمد أحمد عبدالحميد وأحمد أسامة صلاح وممدوح محمد عبده ومحمد حسن محمد ومصطفي محمد يوسف ومحمود صابر يوسف وأحمد عزب إسماعيل وحسام الدين سيد وأحمد زكريا محمد ومحمد محمود أحمد وحسين محمد السيد ومحمد جمال محمد وعمرو أحمد محمد وأحمد محمد السيد ومحمد علي سليمان ويوسف حماد محمد وكريم علي فرج وأحمد صلاح الدين ومحمد رشدي عبدالرءوف ومهاب صلاح فرج وأسامة مصطفي أحمد وعمرو علي محسن ومحمد ناصر عبدالسميع وأنس محيي الدين عبدالرحمن وكريم أحمد عبدالله وسليمان أحمد سليمان وعمرو أحمد محمد وأحمد إسماعيل ومحمد أشرف محمد وأحمد طه حسين وإسلام أحمد أفندي ومحمد محروس يوسف ومحمد عبدالله. أكد مروان إسماعيل مصاب بكسر في القدم اليمني إثر ضربه بشومة انه عقب انتهاء المباراة وأثناء عملية الكر والفر أصيب بشومة وحضر إلي المستشفي وتم إسعافه وانه حضر اليوم رغم إصابته علي عكاز لوداع شقيقه أحمد عبدالحميد الذي كان معه ضمن مجموعة التراس النادي الأهلي. كانت منطقة زينهم قد شهدت ارتباكا مروريا بعد ان توافد أعداد غفيرة من أهالي الضحايا لتشييع جثامين أقاربهم من المشرحة إلي مثواهم الأخير. انتقلت "المساء" إلي مشرحة زينهم والتقت مع أسر الضحايا من أعضاء الالتراس الأهلاوي. قال علي جابر صديق لأسرة الشهيد أحمد عزت ان الفقيد توجه مع عدد من جماهير التراس الأهلي لمشاهدة المباراة إلا انه لقي مصرعه. أضاف ان أحمد وحيد والديه علي 5 بنات ويعول الأسرة مؤكدا بوجود يد خفية لا تريد الخير لمصر. قال محمود فؤاد حسن صديق الشهيد إسلام محمود حسن "51 سنة" ان صديقه كان يعشق النادي الأهلي ورغم تحذيره بعدم الذهاب إلي بورسعيد إلا انه رفض وصمم علي الذهاب مع فريقه لتكون نهايته هناك. يقول إبراهيم السيد شقيق الشهيد كريم السيد ان شقيقه اتصل به قبل بدء المباراة بحوالي ربع ساعة وطمأنه وأخبره بأن الأمور هادئة ويضيف والدموع تنهمر من عينيه بأن كريم كان كل حياته وخاصة بعد ان توفي والدهما. أكدت والدة الشهيد حسن السيد: كان ابني الوحيد ولم أنجب غيره وكان مقبلا علي الزواج وينتظر تشطيب الشقة لإتمام الزفاف. أضافت انها أصرت علي وداعه والنظر إليه النظرة الأخيرة وهو داخل المشرحة وأكدت انه كان يبتسم لها عندما نظرت له. تقول والدة الشهيد ممدوح عبده انه ذهب مع مجموعة من جماهير النادي الأهلي لمشاهدة المباراة في بورسعيد وهو الولد الوحيد علي 3 بنات وتقول وهي تبكي لصالح من ما يحدث في مصر؟.. أكثر من 70 متوفي من الشباب تتراوح أعمارهم بين 16 و24 سنة بسبب مباراة كرة.