جيش من الشباب. خريجي الجامعات والمعاهد والدبلومات زحف تجاه هيئة قصور الثقافة. بمجرد أن أعلنت عن فتح باب العمل بها. باليومية . علي الرغم من اكتظاظ الهيئة بحوالي 16 ألف موظف. وهو عدد كاف لإدارة دولة لا هيئة!! يقول سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة إن عدد المتقدمين للعمل خلال ثلاثة أشهر بلغ 2500 شاب. من كل المؤهلات ومن التعليم العام والأزهري. وحتي من لا يحملون أي مؤهل دراسي وسوف تكون هناك قواعد للقبول من خلال لجنة شكلناها من موظفي الهيئة. بحيث تكون الأولوية علي أساس الكفاءة أولا. ثم احتياجات العمل في المواقع المختلفة لسد العجز في بعض الأماكن رغم ضخامة عدد العاملين بالهيئة وإذا توافرت الشروط في اثنين من المتقدمين لموقع واحد. فالأولوية ستكون لأبناء العاملين بقصور الثقافة. يؤكد رئيس الهيئة في حديثه ل "المساء" أن العمل في حاجة الي متخصصين في مجالات المكتبات. فأكثر العاملين في مكتبات قصور الثقافة لا يحملون ليسانس "وثائق ومكتبات".. وفي قصر السينما ليس هناك متخصص واحد من خريجي معهد السينما!! وكذلك لدينا عجز في أخصائيي الفنون التشكيلية من خريجي الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية النوعية. وأخصائيي الموسيقي من خريجي المعهد العالي للموسيقي العربية وكلية التربية الموسيقية .. بالإضافة الي الأدباء والمتخصصين في الدراسات الأدبية الذين تحتاجهم نوادي الأدب الكثيرة كمشرفين. بدلا من الموظفين العاديين الذين لا يتقنون طبيعة الإبداع الأدبي والتعامل مع الأدباء.. نحتاج كذلك الي متخصصين في الحاسب الآلي من خريجي المعهد العالي للحاسب الآلي. لا مجرد الحاصلين علي دورات وهمية من خلال بعض الشركات!! يتوقف سعد عبد الرحمن عند أطرف عجز تعانيه الهيئة في العمالة. وهو في مجال "عمال الخدمات" بعد أن انحدر مستوي النظافة في قصور الثقافة لعدم وجود هذا النوع من العمالة الذي أصبح عملة نادرة .. كما أن لدينا عجزا مزمنا في حراس الأمن. في الوقت الذي تحتاج اليهم كل قصور الثقافة لتأمين أنشطتها ومرافقها.. وقد وصلني خطاب من التنظيم والإدارة منذ ثلاثة أسابيع يؤكد علي عدم تعيين حراس أمن. ولو حتي باليومية. ومن عينوا باليومية يتم تحويلهم الي أعمال أخري. فتتفاقم المشكلة.. وجهاز التنظيم والإدارة نفسه منع التعيينات بالهيئة قبل الثورة بعدة أشهر. وبالتالي ليس لنا لسد هذه الثغرات إلا نظام اليومية.. والبديل هو التعيين في موقع معين بناء علي حاجته. بعد حصر هذه الحاجات. ثم الإعلان في الصحف عن المواقع الخالية.. وهذه مسألة عمليا صعبة جدا. لأن لدينا 546 موقعا. تحتاج الي "داتا" كاملة لمعرضة تخصصات العاملين فيها. ومؤهلاتهم وخبراتهم. وبالتالي تحديد مواقع العجز.