* يسأل علي حسن عثمان صاحب مصنع ملابس بمدينة 6 أكتوبر ما هي مكانة الانسان في الإسلام؟ ** يجيب الدكتور أحمد كريمة - الأستاذ بجامعة الأزهر - ما من تشريع سماوي أو وضعي أو عرفي أو فلسفة في شتي الأعصار والأبصار كرمت الانسان كانسان دون اعتبار بمعتقده أو نوعه أو جنسيته أو لغته أو لونه. مثل ما شرعه الإسلام في الوحي المعصوم القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة. والاستنباط السليم لأئمة العلم. قال الله - عز وجل - "لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم". "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا" وقال سيدنا محمد رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "ما شيء أكرم علي الله من ابن آدم" أخرجه مسلم وقال: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام" أخرجه البخاري ولهذا جعلت الشريعة الإسلامية مقاصد أي المصالح الكبري "ومقصود الشرع من الخلق: أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم". لهذا حرمت وجرمت الشريعة الإسلامية الاعتداء علي الانسان علي البدن والعرض والمال وأوجبت عقوبات دنيوية زاجرة رادعة وتوعدت بعقوبات أخروية. وأرست الشريعة الغراء حقوق الانسان في حياة آمنة ينعم فيها بالأمن والأمان "أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" ووضحت حرية الاعتقاد "لا إكراه في الدين" وحق اكتساب العلم والمعرفة "اقرأ باسم ربك الذي خلق" وحق العمل "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه" والعدل ومنع الظلم "كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يحرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوي" والمساواة "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وسبق الإسلام بهذا التشريعات المعاصرة "لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد". فالانسان مخلوق مكرم مستخلف في الأرض ميزه الله تعالي بالعقل وأناط به الاعمار والتحسين وأوكل إليه عبادة الله تعالي وما سوي ذلك كثير غزير. * يسأل طالب معهد الارشاد الزراعي بأسيوط أعجبت بزميلة المعهد فتقدمت لخطبتها ووافق الأهل علي ذلك فهل يجوز لي النظر إليها والكلام معها أم لا وهل يلزم وجود قريب عند أي لقاء بيننا؟ لأنني شديد الخوف من الله وأخشي وسوسة الشيطان؟ ** يا طالب المعهد الخائف من الله ندر وجود أمثالك في هذا العصر الذي لعب الشيطان بعقول الشباب الذين تجاوزوا النظر والنظرات. فنقول لك إذا أردت أن تنظر إلي وجه خطيبتك فالنظر مندوب ما دمت عازما علي الزواج بها لقول الرسول - صلي الله عليه وسلم - للمغيرة بن شعبة وقد خطب امرأة "انظر إليها فانه أحري أن يؤدم بينكما" وقول النبي - صلي الله علي وسلم - "إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم". كذلك الكلام مع خطيبتك بشرط ألا تزيد في النظر علي الوجه والكفين والا يكون الكلام مثيرا مع مراعاة عدم الخلوة وعدم التلامس بأي كيفية كانت. وإذا أردت الجلوس مع خطيبتك أو الخروج معها للنزهة أو لقضاء حاجة فلابد من وجود قريب من أهلها محرم لها صيانة للأعراض ومراعاة للآداب واغلاقا لباب الفتنة.