"ميدان الزراعيين" أحد ميادين مدينة بني سويف عاصمة المحافظة ازداد شهرة بعد ثورة 25يناير فقد كان مكاناً ومقراً لشباب الثورة وشهد نقطة الالتقاء والانطلاق والإعلان عن الثورة بعد أن تجمع حوالي 30شاباً وفتاة يوم25يناير 2011 من مختلف أنحاء المحافظة كانواقد دعوا بعضهم البعض عبر شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" للالتقاء والإعلان عن رفضهم للظلم الذي يعيشونه من جانب ضباط وزارة الداخلية بعد أن اختاروا 25يناير وهو عيد الشرطة .. ووقفوا وسط الميدان يحملون أحلام مصر مرددين شعار "عيش حرية عدالة اجتماعية" ويدعون المارة لمشاركتهم والوقوف معهم وبالفعل. زاد عددهم يوما بعد يوم. "وميدان الزراعيين" أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلي مبني نقابة الزراعيين التي تعد أكبر مبني يطل علي الميدان وكما يتوسط الميدان أطول شوارع العاصمة شارع عبدالسلام عارف سابقاً ومحمد متولي الشعراوي حالياً كماأنه نقطة مفارق للقادم من وسط المدينة في طريقه لاستكمال شارع أحمد عرابي والمتجه إلي نادي المعلمين والقوي العاملة والثانوية العسكرية وقصر الثقافة ومبني المحافظة ونادي بني سويف وكورنيش النيل بما فيه من أندية للمهندسين والقضاة والشرطة وحدائق عامة وكذلك القادم من مدينة بني سويف حيث مجمع موقف محيي الدين وأبراج الأوقاف والتموين وعزبة التحرير والتأمينات والمالية وحي الحميات إلي شمال المدينة. وفي يوم 25يناير 2011 تجمع الشباب والفتيات للمشاركة في اندلاع الثورة ببني سويف الذين قال عنهم مدير الأمن السابق يوم 26يناير أثناء تكريمه في مقر الحزب الوطني السابق بمناسبة عيد الشرطة "لقد شاهدنا أمس شوية عيال أعمارهم لا تزيد علي 17 واحد وواحدة ووصفهم بأنهم "عيال حبيبة" الأمر الذي أضحك أعضاء ونواب الوطني الحاضرين التكريم!! وسامر الشباب والفتيات في الحضور للميدان ومع كل يوم يزداد العدد شيئاً فشيئاً إلي أن جاء يوم 28 يناير وما يسمي بجمعة الغضب بعد أن قرر شباب الاخوان المسلمين المشاركة في المظاهرات وبدأت تتحرك الجموع عقب صلاة الجمعة من كافة أنحاء شوارع وميادين المدينة إلي أن وصلوا إلي ميدان الزراعيين وكانوا أكبر مسيرة هي التي تحركت من أمام مسجد عمربن عبدالعزيز أكبر وأشهر مساجد المحافظة ووقفوا في الميدان يهتفون "باطل .. باطل ..الشعب يريد اسقاط النظام" فقد تغيرت لهجة الشعارات وبدأ بعض الشباب يندسون وسط شباب الثورة وقاموا بتكسير واجهات المباني والسيارات ومنها سيارات الاطفاء ومقر الحزب الوطني الكائن بشارع عبدالسلام عارف وحاولوا اقتحام مبني أمن الدولة إلا أنهم فشلوا بعد أن تصدت لهم الشرطة التي قامت بإلقاء القبض علي عدد كبير من الشباب ظلوا محتجزين بمعسكر فرق الأمن لمدة 4 أيام ثم أفرجت عنهم الشرطة بعد أن تبين أنها ليست مظاهرات بل هي ثورة استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم كما استخدمت البنادق الخرطوش والرصاص المطاطي الأمر الذي أدي إلي سقوط عدد من الضحايا ما بين قتلي ومصابين وفي نفس التوقيت خرج بعض الشباب من أبناء ببا متجهين إلي مقر مركز شرطة ببا لاستلامهم سياراتهم والدراجات البخارية والمتحفظ عليها إلا أنهم فوجئوا بوابل من النيران ظناً من الضباط أنهم حضروا لاقتحام مركز شرطة ببا ولكن الشباب كانوا لا يحملون أية أسلحة أو قنابل مولوتوف وانما كانوا "عزل" وسقط يومها 12 شهيداً وأصيب 30 آخرون من أهالي ببا. ويحاكم عن هذه القضية حالياً مدير الأمن السابق ومدير قطاع الأمن المركزي وفرق الأمن ورئيس ومعاونو مباحث مركز ببا و4مجندين سريين شاركوا في مطاردة الشباب حتي سقطوا شهداء أمام مقر المركز.