ميدان الممر بالاسماعيلية شاهد عيان علي صياغة تاريخ الاسماعيلية التي تطل علي بحيرة التمساح.. وهو الميدان الذي يبعد نصف كيلومتر فقط عن استراحة فرديناند ديليسبس صاحب امتياز حفر قناة السويس بشارع محمد علي فهو يتوسط قلب المدينة وكما كان ملتقي الوقفات الاحتجاجية كان أيضاًملتقي العشاق والأحبة والأصدقاء.. فهو يحتضن العديد من المحلات التجارية والمقاهي الشهيرة وباعة الصحف والساعات والعطور وأكثر ما ينتشر به.. محلات الأطعمة والسندوتشات والمثلجات بجانب انه يحتضن مساحات كبيرة من الخضرة فهو المدخل الوحيد بوسط المدينة إلي شارع السلطان حسن وهو أشهر شوارع الاسماعيلية تجارياً. كما أنه الممر الوحيد المؤدي إلي حدائق الملاحة ثم إلي المبني التاريخي لقناة السويس ولهذا الميدان طابع مميز ورائحة وطنية تأخذك إلي تاريخ مدينة الاسماعيلية قبل ان تتطور وتتوسع.. ومنذ العودة من التهجير كان موقعه في أطراف المدينة التي يشطرها خط السكة الحديد إلي نصفين.. فأصبح الآن يتوسط قلب الاسماعيلية.. وشاهد عيان علي أحداث ثورة "25 يناير" وأصبح الوجهة الرئيسية لكل الاحتفالات ولقاءات القوي الثورية وشاهد أيضاً علي رائحة طلقات الرصاص والدم والقنابل المسيلة للدموع ومع أول بزوغ لنجاحات ثورة يناير آلت ملكية هذا الميدان إلي شباب الثورة بالاسماعيلية فامتدت آياديهم بطلاء الأرصفة وتجميل حدائق الميدان وإنشاء "ساري يرفع علم مصر" علي نفقتهم الخاصة.. وتحول اسمه من "ميدان الممر" إلي "ميدان الحرية". فقد حصلنا علي حريتنا بشرعية وقوة هذا الميدان الذي تحوَّل إلي برلمان حقيقي لأبناء الاسماعيلية بكل طوائفهم السياسية والدينية. لقد شهد "ميدان الحرية" حالياً كثيراً من الوقفات التي تعبر عن رأي الأغلبية وكان أشهر تلك الوقفات أحداث 6 أكتوبر عام 1951 أيام الاحتلال الانجليزي عندما التقي طلاب مدرسة الاسماعيلية الثانوية وهي الآن تحمل اسم مدرس السادات الثانوية العسكرية.. مع عمال شركة الكوكاكولا في مظاهرة احتجاجية ضد الاحتلال وانتهت بحريق "النافي" الانجليزي ولتفسير "النافي" نؤكد انه مخازن تضم وقود وإمداد الجيش الانجليزي بالاطعمة والمشروبات والملابس وغيرها من المستلزمات الخاصة وهو مجاور لمحطة السكة الحديد علي بُعبد 200 متر من ميدان الممر. ومع تطور الأحداث ومرور السنوات كانت تشهد صينية الممر وقفات طويلة لعشاق النادي الاسماعيلي وأماكن بيع تذاكر المباريات حيث يؤدي أيضاً هذا الممر إلي النادي الاسماعيلي. والمقر الدائم للجماهير هو مقهي المثلث الذي يديره أحد أشهر أبناء الاسماعيلية وينتهي لعائلات "الزُبير" وأيضاً شهد الممر العديد من عروض أفلام السينما التسجيلية منذ الثمانينات وديفيليه مهرجان الفنون الشعبية ويظل ميدان الممر عالقاً في أذهان الجيل الجديد من أبناء الاسماعيلية الذين شاركوا في أحداث ثورة 25 يناير 2011 حتي يأتي جيل جديد يحكي له ذكرياتهم أو ان تأتي ثورة جديدة يكون أيضاً هو شاهد عيان علي أحداثها.