أمر لا يمكن ان يقبله عقل ولا منطق ولا انتماء ولا عقيدة ولا حتي أخلاق ان يعرض التليفزيون الرسمي في تركيا سلسلة حلقات عن "المحارق التي تعرض لها اليهود علي أيدي النازية". فقد بات من الثابت ان هذه المحارق أكذوبة كبري اخترعها اليهود لابتزاز العالم بها وتبرير اقامة دولة لهم علي أرض فلسطين وأشلاء أبنائها وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان الغرف التي يدعي اليهود ان هتلر أعدمهم فيها لم تكن سوي غرف تعقيم ملابس وثبت أيضاً ان القبور التي تحفل بها أكثر من مدينة أوروبية لليهود من ضحايا المحرقة النازية قبور وهمية. هذا الكلام ليس من عندنا بل أثبته مؤرخون أوروبيون وأمريكيون ودفعوا ثمناً غالياً لشجاعتهم علي غرار المؤرخ البريطاني ديفيد ايرفنج. بعد ذلك تأتي دولة إسلامية كبري يشكل المسلمون 98% من سكانها لتقدم وسائل إعلامها الرسمية لليهود ليروجوا أكاذيبهم والطبيعي ان هذا البرنامج لن يشاهده الأتراك فقط بل سوف يشاهده كل الناطقين بالتركية وباللغات القريبة منها المعروفة باسم التوركيك. كنا نظن ان دولة سلامية يتباهي حكامها بمرجعيتهم الإسلامية ويتظاهرون بتوتر علاقات بلادهم مع إسرائيل لن تسقط في هذا الشرك لكنها للأسف سقطت. ويفوح من هذا الأمر محاولة لاسترضاء إسرائيل علي أمل ان تمارس ضغوطها علي الاتحاد الأوروبي لقبول تركيا عضواً فيه ولكن ليطمئن حكام تركيا إلي أن الاتحاد الأوروبي حسم هذا الأمر تماماً واتفقت دوله علي عدم السماح لتركيا بالانضمام إليه مهما تظاهر بعضها بغير ذلك. والدليل ان دولاً لم تحقق ما حققته تركيا من نمو اقتصادي حصلت علي عضوية الاتحاد أو في الطريق.