الإدارة علم ورؤية وموهبة وأداء وعمل جماعي. إن الإدارة في مصر سواء قبل 25 يناير أو بعدها لا تزال علي حالها. الإدارة فردية بمعني أن أي مؤسسة أيا كان مستواها وحجمها عندما يعين لها فرد يبدأ في وضع رؤيته وخطة عمله الخاصة جداً من زاوية واحدة هي رؤيته ورأيه في الأمور. إن كان هناك أمر ما هو غير مقتنع به يوقعه علي الفور ولو كان هناك أمر هو يؤيده يبدأ في نفخه وتطويره ودفعه. يساعده في ذلك زبانية وأهل البلاط الملكي الذين يعيشون بنظرية مات الملك عاش الملك ونطرية "اربط الدابة مكان ما يريد صاحبها". نعم هي شلة همها الوحيد الحفاظ علي الكرسي ومكاسبه يتحولون 360 درجة نحو الملك الجديد فهو صاحب الأمر والنهي هو "السلطة المختصة" بلغة الإدارة.. نفاق وانحناء للرءوس والأجساد نحو بوصلة المسئول فتدمر المشاريع والأفكار وتتبني أفكار من يعمل حول الرئيس في خدمته وتنفيذ أحلامه حتي لو علي حساب الصالح العام. إلي الجحيم كل شيء المهم رضا الملك. نعم رؤي فريدة بزاوية واحدة لا عمل جماعي ولا وضع لنظام مؤسسي يتغير عليه الملوك وهو باق بخطة محدودة لسنوات يتم تجزئتها لمراحل كل سلطان ينفذ مرحلة ويسلم من بعده للعمل في ذات الإطار مع وضع لمساته وهذا حقه لكن مجرد لمسات تساعد وتطور لا تهدم إن هذا لا يحدث في مصر.. ولهذا نجد مشاريع توقفت تم تحركت ثم توقفت وهكذا بلا أسباب أو معايير.. بوصلة المسئول واتجاهها يجري معها كل من حوله وهذا هو الصح طالماً رأي السلطان. لا أيها السادة هناك قواعد راسخة إن العمل الجماعي أساس النجاح وإن كل شخص زائل والمؤسسات والمشاريع تبقي ليستكملها القادم تماماً مثل سباق التتابع تسليم راية لكن مضمار السباق كما هو ونقطة النهاية ثابتة. فهل نشاهد إدارة بهذا المفهوم أم سنظل نعمل في منظومة فردية للمسئول ونقول إن لدينا ثورة عقول وكسر للبروقراطية والفردية وخدمة المسئول. احذروا يا رواد هذا البلد وشبابه هذه الخطوة الأولي الحيوية نحو بناء مصر الفعلي ودون ذلك نحن ندور في حلقة مفرغة بغض النظر من الرئيس وما هو البرلمان وما هي القوي الحاكمة. وعلي كل حال فإننا نحتاج إلي ثورة في الإدارة فمازال الروتين يسيطر علي عقولنا ولا توجد أي إبداعات جديدة تتماشي مع العصر الحديث.