** يبدو ان موجة البرد وانشغال الأسر بالامتحانات والدعاية غير الكافية للمنتج الفني بجانب ما تمر به البلاد.. كان وراء عدم اقبال الجمهور علي مسرحية السهرة "من يخاف فرجينيا وولف" للكاتب الأمريكي ادوارد اولبي" عن ترجمة ل"علي شلش" من إخراج د. سناء شافع.. حيث لم يحضر لمشاهدة العرض مساء الأربعاء سوي 11 متفرجاً و3 أطفال. وتعرض بمسرح الجمهورية التابع للأوبرا لانشغال مسرح الطليعة. منتج المسرحية حالياً يعرض الحيل مستعيناً بمسرح الجمهورية الذي أوقف عرض المسرحية يومي الخميس والجمعة لانشغاله بعروض الأوبرا واستأنف عرض "فرجينيا وولف" مساء أمس الأول السبت. وكان الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة قد حضر افتتاح المسرحية والتي تدين أحداثها المجتمع الأمريكي إدانة كاملة من خلال مؤلفها الأمريكي الأصل. ويري مخرجها د. سناء شافع ان موضوعها شديد الصلة بمحتوي المسرح بعد قيام ثورة 25 يناير فهي بمثابة إيضاح للشعب المصري بضرورة الأخذ في الاعتبار ان هذا المجتمع المتفسخ والمتمزق بجانب أنه بدون تاريخ لا يمكن أن يحكم العالم. العرض يتناول واقع المجتمع الأمريكي من خلال 4 شخصيات تبدأ أحداثه في الثانية صباحاً بعد حفل أسبوعي بالجامعة بإحدي الولاياتالأمريكية وينتهي عند بزوغ الفجر حيث تحكي المسرحية قصة استاذ بمادة التاريخ متزوج من مارتا ابنة صاحب ومدير الجامعة ويتضح أنه زواج مبني علي المصلحة وبسبب المشاكل والفراغ النفسي يتوهم الاثنان "الزوجان" أن لديهما طفلاً سوف يبلغ 21 سنة. تبين لنا الأحداث انهما أنجبا هذا الطفل. ولكن في حلمهما وليس في الواقع.. أما الشخصيتان الأخريان فهما: مدرس مادة البيولوجي الذي تزوج من ابنة قسيس وعندما انتفخت بطنها بعد الزواج اختفي وزال الانتفاخ أي انه كان حملاً هستيريا وهو اسقاط علي واقع مجتمع مبني علي الزيف. ويركز الرؤية الإخراجية علي الادانة الواضحة لواقع المجتمع الأمريكي وهو مجتمع متمزق في علاقته كل بالآخر نتيجة الضغوط العالمية تحت تأثير الحرب العالمية الأولي والثانية ووضع ذلك التأثير علي الإنسان الأمريكي. فيدين من خلال ذلك المجتمع الأمريكي. فهو مجتمع فيه الجيل القديم عقيم. وأيضا الجيل الجديد عقيم لا ينجب. بالإضافة توضيحه للمشاهدين كيف لهذا المجتمع أن يقود ويسيطر علي العالم. من هنا جاء التناسب والتماس لما تطرحه المسرحية في الظرف الحالي للمجتمع المصري. ويبقي أن نذكر ان المسرحية استوحت أحداثها من السيرة الذاتية للأديبة الإنجليزية التي تحمل نفس الاسم وما أصابها من جنون نتيجة للضغوط التي أحست بها من ويلات الحربين الأولي والثانية ما دفع بها إلي الانتحار -بعد إصرارها عليه- لدرجة وضعها للطوب والحجارة في البالطو الذي كانت ترتديه وقفزت به في الماء حتي لا تطفو مرة أخري. أجاد نجوم وأبطال العرض لأدوارهم وأدوها باقتدار..منال سلامة ما بين الضعف والهروب والتخبط وإدمان الكحول لفرجينيا وولف وأبرز الدور قدراتها في التنقل و"أحمد فؤاد سليم" من خلال طرحه لتساؤل: ماذا يحدث لو خانك الوطن الذي تعيش فيه. ونيفين رفعت في تجسيدها للسلبية والانهزامية وتسطح الفكر أكثر من رائعة وقد ساعدت موسيقي طارق مهران علي توصيل معني الإدانة للمجتمع الأمريكي بموسيقي "البلوز" وجاء التعبير الحركي للمصممة ماجدة حافظ معبرا عن معاناة العالم والإنسان المعاصر متأثرا بويلات الحروب.. وجاءت اللغة اللونية للديكور والملابس والأثاث متناغمة مع عناصر العمل.