طالبت ندوة روتاري نادي هليوبوليس حول المرحلة الانتقالية ما بعد الثورة بضرورة التصدي لمخطط اسقاط الدولة والجيش وهدم المؤسسات وهو ما اتفق عليه الجميع خلال مناقشات الندوة التي تحدث فيها الكاتب الصحفي جمال أبوبيه رئيس التحرير بدعوة من مجلس إدارة النادي برئاسة محمد رفاعي وفي حضور السكرتير الفخري هشام مغربي ونيفين عزي وأعضاء النادي. قال جمال أبوبيه ان الثورات تمر بثلاث مراحل وهي الثورة الأولي ثم الغضب وأخيرا تصفية الحسابات وبالتالي فإن ما يحدث في مصر وحسب هذا التصنيف لا يدعو للقلق لأنه نتاج طبيعي للثورة التي دائما ما تستغرق من 3 إلي 10 سنوات علي الأقل لكي تستقر الأوضاع في النهاية. أكد أبوبيه انه لا يوجد أي قلق أو خوف وذلك علي عكس ما يردده البعض في الفضائيات والصحف من شائعات يتم ترجمتها علي انها حقائق وعلي سبيل المثال شائعة امتلاك الرئيس المخلوع 70 مليار دولار ثم تناقص الرقم مع الوقت إلي 40 ثم 11 مليارا وهكذا شائعات لا أساس لها من الصحة ولكنها غاية في الخطورة لأنها تؤثر في الرأي العام. أكد الكاتب الصحفي جمال أبوبيه ان مصر سوف تجتاز الأزمة الحالية لاسيما وان المجلس العسكري يخطو خطوات عاقلة رغم التحديات الصعبة التي يلاقيها وهو ليس متباطئا أو متواطئا فانتخابات مجلس الشعب تمت والشوري والرئاسة في الطريق وبصراحة المجلس اتخذ قرارات في 10 أشهر كان النظام السابق سيتخذها في 10 سنوات. كيان واحد قال ابوبيه ان ما يتردد انه يجب فصل المجلس العسكري عن الجيش هو كلام بلا معني ويهدف بوضوح إلي اثارة الشعب علي الجيش لأن المجلس العسكري والجيش كيان واحد لا يمكن فصله فالمشير هو ابن المؤسسة العسكرية في الأساس ولم يرتد بدلته العسكرية بين يوم وليلة مشيرا إلي أن تعامل الجيش بعنف في بعض الأحداث يرجع إلي طبيعة الرجل العسكري في العموم بالعقيدة هي ان رجل الجيش مقاتل. استطرد أبوبيه قائلا ان الجيش تسلم سلطة حكم مصر في ظروف صعبة للغاية علي عكس ما حدث في عام 1986 عندما نزل للشارع لحماية قانون الطوارئ فقط وقتها فلم يكن يحكم وانما ينفذ حظر التجول. أكد رئيس التحرير ان أزمة الأمن مفتعلة من البلطجية لإثارة الفوضي ونجحوا فيها نسبيا لكنها لن تستمر والأمن سيعود مرة أخري في غضون خمس سنوات كما كان من قبل ولابد من مساعدة الشعب حتي تعود الثقة إلي رجال الشرطة من جديد لأن الفترة الحالية حرجة وأي شعب يستطيع الحياة بدون جيش ولكن لا يستطيع الحياة بدون شرطة الخط الأول لتنفيذ الخطوط الذي يرفضه البلطجي والسارق والقاتل. أوضح أبوبيه قائلاً انه لابد من مساعدة الشعب للشرطة حتي تعود مرة أخري ولكن بصورة مختلفة عن الماضي لا وجود فيها للثقافة القديمة لرجال الأمن فلابد أن يكون هناك احترام متبادل وأن يعامل المواطن معاملة مثالية وأن يعامل المتهم بدون إهانة. تطرق أبوبيه إلي خطأ من قاموا بالثورة وهو التفرغ للميدان وترك الشارع علي مصراعيه للتيار الاسلامي الذي يجهز للانتخابات منذ عام 2005 من خلال اقامة مشروعات بالقري حتي بانت 6 آلاف قرية في قبضة أيدي التيار الاسلامي ثم انتقلوا للعمل في المدن بعد ذلك لذا أفرزت الانتخابات الأخيرة عن النجاح الذي حققوه. أعرب أبوبيه عن تفاؤله بالسنوات الخمس المقبلة التي ستشهد تحسين الرواتب وإنشاء مدارس جديدة وتحسين الخدمات الطبية كل هذا سيقبل علي تنفيذه التيار الاسلامي لاسترضاء الشعب ولا مجال أساسا للتخوف من صعود التيار الاسلامي لسبب بسيط جدا ان الشعب نفسه متدين بطبيعته ولن يقبل أي تطرف. قال لماذا لا نخوض التجربة فبعد سنوات طويلة من الحكم العسكري سيكون هناك تجربة مع القيادة المدنية لأول مرة التي بلا أدني شك ستكون مختلفة عن ذي قبل خاصة ان الناخب أصبح يملك الوعي الكافي للتقييم وعضو مجلس الشعب أو الشوري في العهد الجديد لن يحاسب علي ما يقدمه من خدمات شخصية وانما سيتم تقييمه علي مجمل أعماله تحت قبة البرلمان. 3 سنوات كشف جمال أبوبيه عن انه ضد برنامج تسليم السلطة في 30 يونيو المقبل نظرا للحاجة إلي مدة أطول للمرحلة الانتقالية لا تقل عن ثلاث سنوات مع وجود لجنة تأسيسية لوضع الدستور وانتخاب مجلسي شعب وشوري وتنقية البنية التحتية من كافة قضايا ومظاهر الفساد ليتسلم الرئيس الجديد الحكم دون أن يتحول إلي فرعون جديد. قال أبوبيه ان مجلس الشعب القادم مهمته صعبة للغاية والبداية ستكون بالدستور المطلوب كلنا أن نشارك في وضعه من خلال الرأي وحتي لا يخرج دستورا لتيار معين وانما يجب أن يكون دستورا لمصر وشعبها جميعا لأننا سنسير عليه لفترة لن تقل عن 50 إلي 60 سنة قادمة. أكد أبوبيه ان الاستقرار قادم من أول يوليو عندما يصبح هناك رئيس جمهورية منتخب وستعود المؤسسات التشريعية والتنفيذية للظهور والمختفية الآن بسبب التوتر القادم لدرجة ان رئيس الوزراء لا يستطيع أن يدخل مكتبه. أكد رئيس التحرير انه لو قام في مصر نظام ديمقراطي 100% فإن اسرائيل سوف تسقط من نفسها في البحر ويكفي انها مرعوبة حاليا بعد صعود التيار الاسلامي للحكم وضاعفت ميزانية الحرب وزادت من عدد المجندين بالجيش. قال أبوبيه انه يجب علي الجميع السمو بالمطالب وننظر إلي مصر في المقام الأول ويكفي ما فعله وزير المالية السابق د. سمير رضوان سبب البلاء في المطالب الفئوية قد أنفق 66 مليار جنيه لتلبيتها رغم ان ميزانية الطوارئ أساسا 14 مليارا فقط وتسببت طيبة د.عصام شرف رئيس الوزراء السابق الذي لا يعرف قول كلمة لا في مضاعفة أزمة المطالب الفئوية لأنه عندما كان يقول حاضر كان أصحاب المطالب يعتبرونها نفذت وليست تحت الدراسة وهو ما تسبب عنه في النهاية إلي توقف عجلة الانتاج وتعثر المصانع وانخفاض حركة السياحة إلي 10 ملايين سائح فقط وغلق الطرق وكلها أزمات تحتاج إلي سنوات للحل. إعادة ترتيب البيت أشار أبوبيه إلي أن د. كمال الجنزوري يدير حاليا بمنطقين تسيير الأعمال كوزارة مرحلة انتقالية وإعادة ترتيب البيت من الداخل كوزارة دائمة ليمهد الطريق لمن سيأتي بعده بعد انتخاب الرئيس الجديد ومع هذا فإنه لا يستطيع دخول مكتبه حتي ان المطالب طاردته وتسببت في إغلاق طريق صلاح سالم. اعترف أبوبيه بأن هناك بطئا في اتخاذ القرار مما ينتج عنه في النهاية مزيد من الخسائر ضاربا المثل بما حدث في أزمة الضبعة واعتصام الكاسحات وهذا البطء يؤدي إلي الدمار ويهدر ثروات مصر لأن أوقات الثورات لا يفرض فيها فيها أي قيود علي الشعب الذي لن يتحمل لأنه لا يوجد دولة من الأساس أثناء الثورات. أكد رئيس التحرير ان تعمير سيناء واجب وهي تحتاج لفترة تتراوح بين 3 إلي 5 سنوات لمنع اسرائيل من اقتحامها كاشفا عن وجود مخطط أمريكي منذ عام 1995 يهدف إلي توطين الفلسطينيين بإقامة دولة لهم في سيناء من العريش حتي غزة ولو تم تعمير سيناء وبات فيها ما لا يقل علي 5 ملايين مواطن مصري مقيم اقامة دائمة سيتم غلق الباب أمام أصحاب النوايا السيئة تماما بجانب استثمار ثروات هذا الجزء الغالي من أرض مصر. تحدث جمال أبوبيه عن الاعلام ما قبل الثورة وبعدها قائلاً انه قبل 25 يناير كان موجها إلي شخص واحد ولكن الآن لم يعد كذلك وكل دول العالم تملك وزارة للاعلام ولكن تحت مسميات مختلفة وهناك صحف حكومية وتليفزيون حكومي أيضا ولكن في مصر لا توجد صحف حكومية لأنه قبل الثورة لم تكن هذه الصحف تتلقي أي دعم مالي من الحكومة وانما تقوم بتمويل نفسها ذاتيا وبعد الثورة حصلت علي قرض بقيمة 10 ملايين جنيه من وزارة المالية. قال أبوبيه لابد من وجود وزارة للاعلام نظرا لأن هناك نسبة 40 بالمائة من الشعب تعاني من الأمية ولابد أن يكون هناك منبر آخر للتوجيه أمام الاعلام الخاص حتي لا تتوه الحقائق مثلما حدث في قضية امتلاك الرئيس المخلوع 9 مليارات دولار في حساب شخصي باسمه في البنك المركزي علما بأنه لا يمكن أن يوجد حساب شخصي باسم أي شخص في البنك المركزي ولكن الإعلام الخاص تاجر بالقضية علي هواه. تدخل محمد رفاعي رئيس روتاري نادي هليوبوليس في الحديث قائلا ان الحماس والدفاع عن الثورة أصبح مثل الحماس والدفاع في فترة حكم الرئيس المخلوع ولابد أن نضم جميعا مصلحة مصر العليا أمام أعيننا. قال محمد رفاعي ان أي بلد لها عصبان هما المواطنة من خلال الجيش بالانخراط في ظروف معينة داخل معسكرات يتعلم فيها الناس كيفية الدفاع عن البلد بينما العصب الثاني هو التعليم من خلال اختلاط الغني بالفقير في نفس المدرسة لا فرق بينهما ولأن الطلبة لم تعد تذهب للمدارس حاليا فالرابط الوحيد هو الجيش والبعض يدفعنا لفك هذا الرابط الوحيد حتي تسقط مصر. عاد جمال أبوبيه ليؤكد ان الصحف لن تعود للماضي مرة أخري فهي مرحلة وانتهت فالزمن لن يعود للراء والنقد موجه للجميع وكل الآراء مطروحة سواء المعارض أو المتفق. قال أبوبيه ان انتخاب رئيس التحرير أو رئيس مجلس الإدارة في المؤسسات الصحفية القومية لن يكون ذات جدوي لأنه سيؤدي إلي انهيارها والبديل تدخل نقابة الصحفيين في اختيار القيادات. أنهي أبوبيه حديثه قائلاً: ان مقياس نجاح أي جريدة هو التوزيع وان جريدة "المساء" لا ينقصها أي شيء فهي تحتل الترتيب الثالث من حيث التوزيع في مصر من خلال الأرقام وليس كلاما مرسلا. وفي نهاية الندوة قام محمد رفاعي بتقديم درع النادي تكريما للكاتب الصحفي جمال أبوبيه لتلبيته الدعوة.