تصر علياء مهدي علي أن تظل حديث الناس. فبعد أسابيع قليلة علي الضجة التي أحدثتها بظهورها عارية تماماً علي موقع الفيس بوك. وجهت صفعة أخري ليس لبنات جنسها فقط بل للمجتمع كله. "علياء" ذات العشرين ربيعاً أطلت علينا مجدداً عبر الموقع الالكتروني لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية لتتحدث عن تجربتها المثيرة وتدلي باعترافات مخجلة. خاصة فيما يتعلق بحياتها الشخصية أو علاقتها بأسرتها بعد أن هجرتها لتقيم مع صديقها بلا زواج. ثم قرارها بمقاطعة دراسة الإعلام بالجامعة الأمريكية لأن والديها حاولا السيطرة علي حياتها من خلال تهديدها بالتوقف عن دفع المصاريف. الصدمة الحقيقية جاءت عندما وجه إليها المحاور سؤالاً مباشراً: هل تمارسين الجنس الآمن؟ حيث أجبت ب"نعم" بلا أي تحفظ أو حياء قبل أن تبدأ في سرد أدق التفاصيل علي الملأ. وبدت كمصلحة اجتماعية تضع خطة لعلاج سلبيات المجتمع عندما قالت إن معظم المصريين متكتمون فيما يتعلق بالجنس. فقد تمت تربيتهم علي اعتقاد بأن الجنس قذر والكلام عنه عيب ومن هذا المنطلق لا يتم تعليمه بالمدارس.. ثم تحدثت عن نفسها بفخر: بالنسبة لي الجنس هو تعبير عن الاحترام والشغف والحب.. نعم أمارس الجنس الآمن ولا أتناول أقراص منع الحمل لأنني ضد الإجهاض.. فقدت عذريتي في الثامنة عشرة مع رجل يكبرني بأربعين عاماً!! "علياء" نفت أي شأن لها بالسياسة. مؤكدة أن مسألة الانتماء إلي حركة 6 أبريل مجرد شائعة أطلقها فلول الحزب الوطني المنحل لاستثمار رد الفعل علي صورتها العارية.. ثم هاجمت الحركة لأنها أصدرت بياناً يتبرأ منها. ويشير إلي أنهم لا يقبلون ملحدين.. وتساءلت: أين الديمقراطية والليبرالية التي يزعمونها؟!! إنهم يطرحون ما يريد الشعب سماعه لتحقيق طموحاتهم السياسية!! انتهي كلام "علياء".. وبعيداً عن الصدمة التي أصابتنا لابد من الإجابة علي سؤال مهم: هل هذا التفكير الشاذ يمثل حالة فردية أم نموذجاً لنبت شيطاني نشأ بيننا وترعرع دون أن ننتبه إليه.. ثم جاء وقت الحصاد لنجني ثمار ما غرسته أيدينا؟! دعونا نفكر بهدوء ولا نضع رءوسنا في الرمال ونكتفي بتحميل فتاة صغيرة تبعات التراجع الأخلاقي الذي نعيشه.. كلنا أخطأنا وشاركنا فيما حدث عندما التزمنا الصمت بينما النظام السابق يعمل بكل قوته لتشويه مفاهمينا وتدمير أخلاقنا عبر إقصاء كل الرموز عن الساحة عمداً لإفساح المجال أمام وريث آل مبارك ليصبح اللصوص والراقصات وتجار الموت هم المثل والقدوة للكثيرين. فضلاً عن إعلان الحرب علي الدين والمتدينين إرضاء للغرب. واكتفينا نحن ورضينا بفتاوي مشايخ السلطة تتوعدنا بنار جهنم إذا خرجنا علي الشرعية. فكانت النتيجة أجيالاً مشوهة لا تعرف الفرق بين الحرية والانفلات الأخلاقي. أعيدوا النظر في الأسباب التي أوصلتنا إلي تلك الحالة بإصلاح مناهج التعليم المبتسرة بفعل فاعل وتنقية القوانين المختلة بما يضمن إعادة نشر الفضيلة ومواجهة الخروج علي أخلاق وثوابت المجتمع.. ويا أيتها "العلياء" إن لم يكن لديك غير هذه الموضوعات المخزية فلتصمتي خيراً. حماية لبنات مصر الأطهار اللائي قدمت لهن أسوأ نماذج الخزي والعار.