كنت ومازلت مقتنعاً بأن محمد بركات نجم الأهلي الكبير لكرة القدم يعد أفضل لاعب مصري في السنوات العشر الأخيرة. فبغض النظر عن موهبته الأصيلة التي ظهرت في ناديه الأول السكة الحديد ثم الإسماعيلي فهو واحد من أنضج اللاعبين في الفكر الكروي. بدليل أنه أفضل لاعب يتحرك بإيجابية من دون كرة كما يؤكد خبراء اللعبة. وغالباً تجده في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. ويقرأ بسهولة سلبيات وثغرات منافسه ليستغلها أحسن استغلال ليفيد فريقه ويقوده إلي الفوز. وهذا الأمر يدركه تماماً مدربه البرتغالي مانويل جوزيه الذي قال عن لاعبه إنه النجم المهم في صفوف الأهلي. وبفضله تحققت انتصارات عديدة للقبيلة الحمراء. وكان من الطبيعي أن يبدي الأمريكي برادلي المدير الفني لمنتخب مصر اهتمامه الكبير ببركات بعد أن لفت إليه الأنظار في المباريات الأخيرة وخصوصا أمام بايرن ميونيخ. واندهش الرجل كثيرا عندما علم أن نجم الأهلي معتزل دوليا. ولكن.. هناك شيء مهم يثير الدهشة لمن يتابع محمد بركات. فهذا النجم الذي يترك بصماته الواضحة علي أداء الأندية التي يلعب لها. لا بصمة حقيقية كبيرة له مع المنتخبات الوطنية. وربما كان له دور فقط في كأس افريقيا عام 2006. ولكن لم يكن محورياً. ولا ندري الخطأ يقع علي من. هو أم مدربوه؟!. فحصاد بركات الدولي غير لائق مطلقاً مع عطائه المتميز مع الأهلي أو حتي الإسماعيلي. وهو ما يدعو للأسف فهو يملك مقومات اللاعب الدولي بدليل تألقه في بطولات الأندية الافريقية وفي بطولة العالم للأندية. وبروزه في عدد من المباريات الدولية القليلة التي شارك فيها. وعموماً محمد بركات اتخذ قراره بالتوقف عن اللعب الدولي. وهو قرار كنا نتمني أن يتراجع عنه. ولكنه أدري بحاله. ونحن نحترم هذا اللاعب الخلوق. ونأمل أن يواصل إبداعاته في الملاعب أكبر وقت ممكن.. ليتعلم الناشئون والصاعدون منه قدر الإمكان.