عادت الاعتصامات والتهديدات مرة أخري إلي المطارات العاملون يتوعدون بالتصعيد رويداً رويداً وكأنهم قوة لا يستهان بها يأمرون وما علي المسئولين إلا الطاعة والاستسلام دون ان يضعوا في اعتبارهم المصلحة العامة التي نصبو اليها جميعا والحفاظ علي ما تحقق من انجازات في كافة أنشطة الطيران المدني والتي جعلت مطاراتنا في مصاف الدول العالمية التي يشار اليها بالبنان.. الكل يستغل الموقف الحالي وعدم الاستقرار لتحقيق مطالب فئوية بصرف النظر عن الخسائر التي تحققت منذ الأحداث الأليمة التي وقعت بعد ثورة 25 يناير.. الجميع يطالب بمزايا مالية لو تحققت لأصبح الطيران المدني في خبر كان.. وحتي الآن الصورة ضبابية والأحداث متلاحقة وتتصاعد يوميا وتنتقل من مكان إلي آخر وكأننا ندور في حلقة مفرغة!! الكل يريد أن يحصل علي مكاسب دون أن يعمل ويحقق انجازات تعود علي المكان الذي يعمل فيه بالأرباح.. كل فئة تتظاهر تريد أن يأتي اليها وزير الطيران ولا تعطي اهتماما بالمسئول الأول عن الشركة التي ينتمي اليها.. صراعات واضطرابات ومشاهد درامية يندي لها الجبين في مطار القاهرة الدولي بوابة مصر الأولي ومطارات الغردقة وشرم الشيخ والأقصر.. ونسي الجميع سمعة مصر التي ينبغي علينا جميعاً أن نحافظ عليها بكل جوارحنا. المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني في حكومة الانقاذ الوطني منذ أن تولي المسئولية وهو يواصل العمل ليلاً ونهاراً من أجل حصار أزمة الطيران المدني بسبب ضعف التشغيل وقيام بعض شركات الطيران بالغاء معظم رحلاتها إلي القاهرة مما يؤدي إلي خسائر المطارات التي تعتمد علي موارد الايواء وهبوط الرحلات واقلاعها.. وهناك خطط عديدة لادارة الأزمة حتي لا تتضاعف الخسائر وإلي أن يأتي اليوم الذي تنفرج فيه باستعادة الحركة السياحية مرة أخري. وزير الطيران بعد ان فاض به الكيل التقي رئيس الشركتين القابضتين مصر للطيران والمطارات ورؤساء الشركات التابعة لبحث مهام وظيفتهم التي تقتضي حل كافة المشاكل التي تواجه العاملين من خلال توضيح كافة الصور.. الموارد والايرادات.. وحجم الخسائر والآثار التي تترتب علي الاعتصامات والتظاهرات والتهديدات بالاضراب عن العمل. كان الوزير جاداً عندما صارحهم بأنهم جميعاً مسئولون عما يحدث داخل أماكنهم التي يتولون فيها المسئولية.. والمسئول الذي يفشل في ادارة الأزمة ومصارحة العاملين معه بحقائق تظهر بوضوح الشمس لابد من محاسبته. هنا رفعت الأقلام وجفت الصحف وأصبح كل مسئول أو بالأخري رئيس شركة مسئول مسئولية كاملة عما يحدث من تجاوزات داخل شركته والحزم فيها ومحاسبة كل من يتهان في أداء عمله صغيرا كان أو كبيراً لأن الإخلال بالعمل يؤدي إلي توقف عجلة الآداء وبالتالي تأتي الخسائر. علي العموم واضح ان لقاء الوزير مع المسئولين كان له فعل السحر عليهم حيث بدأ الجميع في متابعة العمل ومحاسبة المتخاذلين وهنا تكون البداية الصحيحة والأهم من ذلك مد جسور المصارحة مع العاملين ليوقن الجميع مدي الخطر الذي يهدد مسيرة التقدم والرضاء للمطارات خلال هذه الفترة.. ويبقي الأمل في أن يدرك كل العاملين خطورة الأزمة ويتعاونون من أجل الخروج من عنق الزجاجة ولكي نؤكد للعالم أن المصريين رجال وقت الشدائد وأن المعادن النقية تزداد لمعانا وقت المحن.. ونحن ننتظر الملحمة الكبري والخروج من الأزمة بسواعد المصريين.