باتت الرياضة المصرية بلا صاحب.. أو قائد يديرها ويصلح من شأنها.. وباتت القرارات تتخذ عشوائية تارة.. وبأسلوب عناد وتحد لكل المشاعر تارة أخري.. أو تصفية للحسابات. واسمحوا لي أن أسوق بعض الأمثلة استفزتني كثيراً وكلها حدثت واتخذت بالأمس فقط كرمز لعدم الاستقرار الرياضي. فلأول مرة نسمع أن تقتحم الشرطة نادياً رياضياً ترهب أعضاءه وتروع من بداخله ضاربة عرض الحائط باللوائح والقوانين التي تحكم الرياضة ويدير بها النادي شئونه. حدث ذلك في نادي النصر بمصر الجديدة عندما فوجئ الأعضاء بحشد كبير من قوات الأمن في هجوم مباغت علي النادي لفرض قرار يخالف تماماً لما اتخذه رئيس المجلس القومي للرياضة وأعلنه بشأن داخلي للنادي بسبب مشكلة مع الجهة الإدارية تبحث إلغاء الانتخابات بقرار مديرية شباب القاهرة وتعيين لجنة مؤقتة تدير النادي يرفضها كل الأعضاء وعلي غير رغبة الجمعية العمومية. ورغم وعد رئيس المجلس القومي الجديد بحل المشكلة.. إلا أن أحداً لم يعرف حتي الآن من الذي استدعي الشرطة والأمن لاقتحام النادي وفرض الوضع بالقوة. أعرف ان مهمة الأمن في الأندية التي تكون الجمعيات العمومية هي صاحبة القرارات المصيرية بها وقتها تكون مهمة الأمن مراقبة المواقف وتنظيم الاجتماعات وليس بطريقة الاقتحام المروع كما حدث في نادي النصر. إن ما حدث أمر خطير يتحمل مسئوليته رئيس المجلس القومي شخصياً وقادة الأمن الذين نفذوا ما ليس من واجبهم أو حقهم باقتحام ناد رياضي بهذا الأسلوب والمفروض أنهم يدركون دورهم الحقيقي ليؤكدوا أننا مازلنا نعيش في فوضي وصلت لقطاع الرياضة. موقف آخر مستفز بعد ان أعلنت إدارة نادي طلائع الجيش عن إقالة نصف الجهاز الفني وبدأت بغانم سلطان المدرب العام وعبدالستار صبري المدرب فيما أبقت علي فاروق جعفر الذي ينتظر نفس المصير بعد مباراة الفريق غداً أمام الأهلي وتهديده بطرده من النادي إذا نال الهزيمة. منطق غريب ومعكوس وبعيد تماماً عن الأصول الرياضية ويعمل علي هزيمة الفريق قبل ان يلعب وليس تحفيزاً كما تصور إداريو طلائع الجيش والمعروف عنهم أنهم ينتمون إلي المؤسسة العسكرية صاحبة الانضباط والواجب. أما الأمر الثالث المستفز هو التحدي الفاجر الذي أظهرته لجنة الحكام الرئيسية لكرة القدم بتعيين الحكم الدولي ياسر عبدالرءوف صاحب مشكلة مباراة المحلة والأهلي والتي لم يمر عليها أيام قليلة لإدارة مباراة لا تقل أهمية وشعبية عن مباراة الأهلي المسمي بموقعة "الشبكة" وهي بين الجونة والمصري والفريقين يعيشان في توتر هذه الأيام بسبب سوء النتائج. لم تراع اللجنة شعور كل محبي كرة القدم وكأنها تعلن في تحد سافر عن إلغاء الدوري بإسناد هذه المباراة لحكم تسبب في مشكلة لم يعلم أحد عواقبها لولا ستر الله وحده.. يا ناس اختشوا.