حذرنا مراراً وتكراراً من القرارات العشوائية التي لجأ إليها لطفي مصطفي كمال وزير الطيران السابق لترضية بعض الفئات والتي يدفع ثمنها المهندس حسين مسعود الوزير الحالي. حذرنا الوزير السابق "لطفي مصطفي كمال" في نفس المكان يوم 15 أكتوبر الماضي تحت عنوان "الصراحة راحة" من مغبة قرار الحافز المميز لترضية المراقبين الجويين لدفن قضية الدفعة "59 مراقبة جوية" والذي أدي إلي ما يشبه الحرب الأهلية داخل قطاعات شركة الملاحة.. وللأسف لم يلتفت الوزير السابق وقتها إلي صوت الحكمة والعقل من د. طيار حسن محمد حسن الرئيس السابق للأكاديمية المصرية للطيران بصفته عضواً بمجلس إدارة شركة الملاحة الذي أكد أن هذا القرار العشوائي سيفجر الاعتصامات والاضرابات بين العاملين في كل الشركات التابعة للوزارة وأن أي زيادات في الحوافز أو البدلات لابد أن تتم من خلال دراسة موضوعية يتساوي في نسب زيادتها جميع العاملين بمختلف الشركات حتي لا تضطر كل فئة أو العاملون بكل شركة للاضراب مطالبين بمساواتهم مالياً بزملائهم الذين صدر لهم قرار الترضية. لم يكتف الوزير السابق وقتها بتجاهل حكمة د. طيار حسن محمد حسن.. بل دفعه للتقدم باستقالته ليتسبب السيد لطفي مصطفي كمال خلال الشهرين اللذين تولي خلالهما الوزارة "ترانزيت" في خسارة الطيران المدني المصري لأحد أهم المفكرين والمنجزين وأصحاب الخبرات الحقيقية التي نحتاج إليها بشدة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها صناعة النقل الجوي.. وبعدها بأيام قليلة اضطر حضرته للتراجع عن قرار الترضية الذي حذر من تداعياته المحترف د. طيار حسن محمد حسن. نفس الحال تكرر من مجلس إدارة شركة الملاحة الجوية قبيل رحيل لطفي بأيام حيث اتخذ قراراً بمضاعفة البنط "وقيمته 18 جنيهاً" للعاملين بالشركة مما أثار حفيظة العاملين بشركة المطارات الذين لجأوا إلي القنوات الشرعية لتحقيق مطالبهم منذ شهور كثيرة.. لكنها دخلت ثلاجة اللجان لدراستها في الوقت الذي يستجيب فيه المسئولون لترضية المضربين.. ونتاج ذلك مانراه الآن من اعتصامات واضرابات بالمطارات غالي بعضهم في المطالب الفئوية. يا سادة.. الحل يتمثل في الاستعانة بالخبرات الحقيقية لوضع لائحة موحدة تساوي في نسب الزيادة بين جميع العاملين في مختلف الشركات التابعة للوزارة وأن تشمل اللائحة البنود غير المفعلة للبعض والمحظورة عن البعض الآخر. فالعامل إذا شعر بتحقيق العدالة الاجتماعية لن ينصاع للاعتصام أو الاضراب وإذا انصاع سنكون أول الناقدين له. وعمار يا مصر!