لم أتعجب من المذكرات التي أرسلتها سوزان مبارك للحكومة البريطانية تطالب فيها بسرعة التدخل لانقاذ زوجها وولديها من السجن بمصر لعدم توافر الخدمات الصحية لزوجها وذلك لأنها مواطنة بريطانية هي وأسرتها. كما طالبت بريطانيا بالتدخل السريع ومعاملة مبارك معاملة الرؤساء وإخلاء سبيل نجليها ووضعهما تحت الإقامة الجبرية. وسر عدم تعجبي لإدراكي أن سوزان أو شجرة الدر في القرن الواحد والعشرين لن تدخر جهدا أو مالا في محاولة لإظهار مصر الثورة بمظهر الدولة التي لا تحترم حقوق الإنسان أو زعماءها السابقين الأمر الذي تراه أوروبا وبريطانيا تحديدا أنه مخالف لكل الأعراف الإنسانية. لكن تعجبي الحقيقي هو اعتراف سوزان نفسها بجنسيتها البريطانية هي وأسرتها في مذكراتها التي أرسلتها.. بل وحملت تلك المذكرات تهنئة من الرئيس المخلوع لحكومة لندن بعيد الميلاد مطالبا بعدم تصويره في وسائل الإعلام وهو ما يعد اعترافا رسميا منه بأنه مواطن بريطاني هو الآخر. علامة التعجب الأخري جاءت في مطالبة جمال مبارك للحكومة البريطانية بإرسال لجنة تحقيق ومتابعة بريطانية أمريكية ودولية للاطلاع علي مستندات تتعلق بتخطيط الإخوان المسلمين مع جهات أجنبية للاستيلاء علي الحكم مقابل امتيازات لأوروبا وأمريكا لم يحصلوا عليها أثناء فترة تولي مبارك الحكم. وهنا علينا أن نتوقف عند مصادر حصول جمال مبارك علي تلك المستندات وهو في السجن مع شقيقه إذن هناك اعتراف صريح بأن داخل طره تدار عمليات سرية وقذرة ضد الثورة المصرية يقودها جمال مبارك وأسرته والسؤال أين أجهزة الأمن المصرية داخل السجن وخارجه؟ أما التعجب الأهم في ذلك هو أن جمال مبارك اتهم بعض الشخصيات المصرية بتصفية الحسابات الشخصية معه وأسرته وأن تلك الشخصيات حولوا 3 مليارات دولار من أرصدة مبارك المحمية التي تعرفها واشنطن وذلك بالتواطؤ مع الحكومة الأمريكية. والسؤال أليس جمال مبارك وأسرته هم من ادعوا أنهم لا يمتلكون المليارات؟ أليس هو نفس الشخص الذي أعلن أن هناك مؤامرة من الإخوان وجهات أوروبية وأمريكية للاطاحة بأبيه ونظامه بالتعاون مع الإخوان.. إذن من أين يتهم الإخوان وهو المتورط مع الأوروبيين والأمريكان في سرقة أموال الشعب المصري؟ وإذا لم يكن مقتنعاً بأنه لص وسارق فعليه أن يفصح عن مصادر تلك الأموال؟ أما كارثة الكوارث فهي اعتراف جمال مبارك بأنه كان يتلقي التقارير الأمنية منذ 5 سنوات بدلا من أبيه الذي لم يكن في حالة صحية جيدة وهو اعتراف آخر يجعل حبل المشنقة يلتف حول رقبة مبارك الابن لأنه المسئول عن كل من قتلتهم الأجهزة الأمنية أو من اعتقلوا أو من ماتوا في السجون خلال تلك السنوات.