أعتقد أنه قد آن الأوان لإزالة الحواجز الخرسانية والأسلاك الشائكة من شارع قصر العيني عند مجلس الوزراء وميدان التحرير ومقر الداخلية وفتح الطرق للمرور الطبيعي بالمنطقة بعد أن ضاقت الجماهير ذرعا بالخنقة المرورية في المنطقة. المسافة التي كانت تقطع في 10 دقائق أصبحت تستغرق أكثر من ساعة.. والذين يشعرون بهذه المعاناة هم من تقتضي ظروف عملهم المرور بشارع قصر العيني إلي ميدان التحرير انطلاقا إلي وسط البلد. أزمة شارع قصر العيني أثرت مروريا علي المربع المحيط به من كورنيش النيل حتي شارع بورسعيد المار بميدان السيدة ومن ميدان رمسيس شمالا حتي ميدان فم الخليج جنوبا. وما دام هذا المربع اختل توازنه مروريا فإنه يؤثر بالسلب علي معظم احياء العاصمة. من هنا فإننا في ظل الهدوء الذي يسود ميدان التحرير الآن نطالب بضرورة عودة الحياة الطبيعية لهذه المنطقة الحيوية التي تمثل "سرَّة" المدينة بما فيها من نشاط اقتصادي ومالي وتعليمي وخدمي وتجاري وغير ذلك. لا مانع من الانتظار يومين أو ثلاثة قبل إزالة هذه الحواجز حتي تمر مليونية "جمع الشمل" التي سيشهدها ميدان التحرير غدا بسلام وانصراف المتظاهرين وعودتهم إلي أعمالهم. أما بالنسبة للمجموعة الصغيرة التي مازالت تعتصم في ميدان التحرير فلابد من تحاور المسئولين مع هذه المجموعة واقناعهم بالمنطق والحجة بأن المصلحة العامة تقتضي إخلاء الميدان. لأن الثورة الحقيقية والثوار الحقيقيين ضد تعطيل مصالح البلد ومصالح الشعب. يبقي بعد ذلك مجموعة أخري من الباعة الذين يحتلون الميدان بصفة دائمة وأقاموا الخيام.. وهنا أحكي تجربة أحد الزملاء السائقين بدار الجمهورية للصحافة الذي كان في مهمة في منطقة قريبة.. وكان أمامه فرصة انتظار لمدة ساعة ونصف الساعة ذهب خلالها لتناول كوب شاي في ميدان التحرير.. فماذا حدث؟ قال السائق: طلبت كوب شاي من فتاة قعده في الميدان فأتت به.. ثم سألتني: ألا تريد شيئا آخر؟! فقال: لقد تناولت فطوري ولا أرغب في غير الشاي.. قالت الفتاة: أنا لا أتحدث عن فطور وانما عن شيء آخر يعدل المزاج ثم أخذت تضحك بطريقة لم تعجبه.. فقال لها: ماذا يضحكك؟ قالت كلامك مضحك لأنك لم تفهمني.. فما كان من السائق ألا أن ترك كوب الشاي واعطاها ثمنه ثم انصرف في أمان. أضاف السائق: شاهدت وجوها غريبة.. شباب سكاري.. والبعض يبدو عليه علامات الاجرام.. وفتيات لسن فوق مستوي الشبهات.. وكلهم يحتلون الميدان باسم الثورة ولا تستطيع الشرطة من هذا المنطلق اجلاءهم وإخلاء الميدان منهم.. وإلا ثارت الفضائيات ضدهم أيضا باسم الثورة وكيف أن الشرطة تستخدم العنف ضد المعتصمين الثوار! ويا أيتها الثورة العظيمة التي غيرت وجه الحياة في مصر كم من العجائب والغرائب ترتكب باسمك؟!