حفل تأبين مهيب نظمته كلية الطب جامعة عين شمس للشهيد علاء عبدالهادي ابن الكلية والذي استشهد بطلق ناري بالمستشفي الميداني بميدان التحرير أثناء الأحداث الأخيرة.. في حضور د.عبدالناصر حسن القائم بأعمال رئيس الجامعة.. ود.علاء فايز رئيس الجامعة المنتخب.. ود.ممدوح الكفراوي عميد كلية الطب وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب. اتسم الحفل بالوطنية الخالصة والحب الكبير من جانب الطلاب والأساتذة لهذا الطالب الشهيد الذي راح ضحية الواجب الوطني لدرجة أن دموع زملائه وأساتذته انهالت بغزارة لتروي شجرة الشهيد التي تم غرسها في فناء الكلية. المشهد لا يحتاج أي تعليق.. البعض يبكي والبعض الآخر يكبر.. ويصيح الجميع في صوت واحد "لا.. لا.. لحكم العسكر" مطالبين بضرورة الانتقال الفوري والسلمي للسلطة الي مجلس حكماء أو لجنة تضم عسكريين ومدنيين لإدارة البلاد حتي يتم انتخاب رئيس جمهورية. كان من بين المتأثرين بالموقف د.علاء فايز رئيس الجامعة المنتخب والذي أكد ل"المساء" أن الشهيد كان رمزاً للشباب المصري الوطني الذي يعشق تراب وطنه ويخدم أبناء بلده.. فلقد ذهب الي التحرير ليداوي جراح المصابين فإذا به يسقط صريعاً برصاصات الغدر.. ليسقط شهيداً أمام ذهول زملائه. أيضاً د.عبدالناصر حسن القائم بأعمال رئيس الجامعة.. والذي كان في ذهول من الموقف المهيب متسائلاً لماذا قتلوا هذا الشاب المخلص؟. ومن هم.. نريد تحقيقاً سريعاً حتي نصل الي الجاني حتي يأخذ عقابه. أما د.ممدوح الكفراوي عميد الكلية.. فقال إنني احتسب الشهيد عند رب العالمين.. فقد كان مثالاً رائعاً للالتزام والاجتهاد وخدمة الوطن.. مؤكداً أن كل طلاب طب عين شمس لن يهدأ لهم بال إلا بعد الوصول الي القاتل.. الذي لابد من تقديمه للمحاكمة فوراً. الاحتفالية بدأت بصلاة الغائب علي روح الشهيد علاء عبدالهادي بفناء الكلية وتم زرع شجرة باسمه.. ثم اتجهت المسيرة التي ضمت الآلاف من الطلاب والأساتذة والعاملين بالجامعة الي شارع صلاح سالم حيث انضم إليها طلاب من كلية الهندسة جامعة عين شمس أيضاً للتنديد بوفاة زميلهم "محمد مصطفي" والذي توفي بمستشفي الهلال أمس الأول متأثراً بإصابته بطلق ناري في البطن أثناء تواجده بشارع قصر العيني خلال أحداث الشغب الأخيرة.. مما أدي الي تهتك في الأمعاء والشرايين.. ورغم اجراء جراحة عاجلة له لتوصيل الأمعاء والشرايين إلا أن الحالة تدهورت. توجهت المسيرة الي مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر لاقامة صلاة الغائب علي روح الشهيد ثم التوجه الي المجلس العسكري للتنديد بما يتم دون اتخاذ الاجراءات التي تحمي المواطن المصري. رفع الجميع شعارات تندد بأعمال المجلس العسكري مطالبين أعضاؤه بالشفافية في اتخاذ القرارات لصالح أبناء مصر البسطاء.. والرحيل الفوري من السلطة. أكد زملاء الشهيد.. أنه سيتم اليوم الجمعة تكريم اسم علاء عبدالهادي في مليونية "رد الشرف" بميدان التحرير.. خاصة أنه راح ضحية وهو يمارس العمل الوطني في انقاذ المصابين وعلاجهم بميدان التحرير.. وأكدوا أيضاً أنهم سوف يواصلون مسيرة زميلهم الشهيد حتي تستقر الأمور في مصر وننطلق جميعاً الي الديمقراطية والحرية. شارك في الاحتفالية الآلاف من طلاب كلية الطب وباقي الكليات بالجامعة رافعين صور الشهيد مكتوباً عليها كلنا علاء عبدالهادي مطالبين بالقصاص وحق الشهداء والتسليم الفوري للسلطة حقناً لدماء الشعب المصري. قال مصطفي محمود طالب بالفرقة الخامسة بالكلية وأحد المنظمين للاحتفالية إن الهدف من هذه الاحتفالية هو تكريم الشهيد وطالب المجلس العسكري الإعلان الفوري عن الجناة ومحاكمتهم. كذلك التسليم الفوري للسلطة وتكريم أسر الشهداء. أضافت ريهام حسين طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الطب وهي تبكي أن ما حدث مع المتظاهرين هو جرم يعاقب عليه القانون وأنهم يدينون استخدام العنف ضد المتظاهرين. مشيرة الي أنهم ينظمون اليوم احتفالية بالميدان تكريماً للشهيد والتي تبدأ بصلاة الغائب. في بكاء شديد قال إسلام محمد أحد أصدقاء الشهيد ما ذنب الشهداء الذين تعرضوا للقتل علي يد قوات الأمن وأنه الحل الوحيد الذي يرضي المتظاهرين هو القصاص من قتلة الثوار وتكريم أسر الشهداء. وأشار إلي أنهم قاموا بعمل صندوق لرعاية أسرة الشهيد ويتمني أن تقوم كل كلية في جميع جامعات مصر بانشاء صندوق لرعاية أسر شهدائها. من ناحية أخري شيع قرابة 5 آلاف مواطن جنازة الشهيد محمد مصطفي وردد المواطنون هتافات مناهضة للمجلس العسكري عقب صلاة الجنازة التي حضرها الدكتور مصطفي النجار عضو مجلس الشعب ومؤسس حزب العدالة ورددوا هتافات عدائية للجيش رافعين لافتات "قتلوه العسكر برصاص حي محمد مصطفي مهندس مش بلطجي وبطل مصر في التنس". انضم طلاب كلية الهندسة مع طلاب كلية الطب وسط حضور الآلاف من المواطنين مرددين هتافات "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله" متجهين الي المجلس العسكري للتنديد بحكم العسكر.