تواصلت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الجيش لليوم الرابع علي التوالي حيث قام عدد من المتظاهرين بإلقاء الحجارة علي قوات الجيش المتواجدة خلف الخط الفاصل المكون من الأسلاك الشائكة في شارع الشيخ ريحان في الوقت الذي رد فيه الجيش بإطلاق القنابل الصوتية لمنع المتظاهرين من الاقتراب عند الحواجز بالإضافة إلي مطاردة الأمن المركزي للمتظاهرين بالشارع. ورغم استمرار المواجهات إلا ان حدة الاشتباكات قلت في بعض الأوقات بين المتظاهرين وقوات الأمن بصورة واضحة مع التزام القوات للمرة الأولي بضبط النفس وواصل العشرات من الشباب والأطفال التسلل إلي مبني المجمع العلمي المحترف وسرقة أمهات الكتب كما اعتلي بعضهم أسطح المباني لقذف قوات الأمن بالحجارة. في الوقت نفسه واصلت مسيرة تضم الآلاف من طلاب كلية الهندسة وباقي كليات جامعة القاهرة تضامنا مع المتظاهرين مرددين هتافات ضد المجلس العسكري ويدينون الأحداث التي وقعت بشارع قصر العيني والإفراط في القوة مع المتظاهرين. قال د. عبدالرحيم نصر مشرف اسعاف منطقة غرب القاهرة والموجود بالمستشفي المتنقل أمام مسجد عمر مكرم انهم تلقوا حوالي 38 مصابا تم عمل الجراحة اللازمة لهم بالميدان وتم نقل أكثر من 60 مصابا بالتنسيق مع اللجان الشعبية إلي مستشفيات المنيرة وقصر العيني والهلال الأحمر وانه يوجد أكثر من 35 سيارة اسعاف بميدان سيمون وبجوار مجلسي الشعب والشوري وبهم جميع التخصصات لإسعاف ونقل أي مصاب علي الفور إلي المستشفيات. الاعتداء علي المستشفيات أوضح د. محمد مصطفي أحد المسئولين عن حصر الإصابات بالمستشفي الميداني الموجود بمسجد عمر مكرم ان قوات الأمن قامت أثناء هجومها بالاعتداء علي جميع المستشفيات الميدانية المنتشرة داخل ميدان التحرير مما أدي إلي تحطيمها جميعا ولكن لم تستطع الاعتداء علي المستشفي الميداني الموجود بجوار المسجد. من جهة أخري استمرت الاشتباكات والمصادمات العنيفة بين المئات من المتظاهرين بشارع قصر العيني وعدد من البلطجية الذين اعتلوا سطح أحد مباني مجلس الشوري وفشل المتظاهرون في اشعال النيران بالأشجار الموجودة خلف المجمع العلمي. تم توزيع بعض الصور منها صورة لأحد الجنود وهو يمسك فتاة من شعرها ورصد المنشور مكافأة مالية قدرها 10 آلاف جنيه لمن يعثر علي الشخص صاحب الصورة المتهم بتعذيب المتظاهرين وسحل الفتاة التي انتشرت صورها منذ ليلة أمس الأول السبت وبيان آخر عن الاتحاد القومي لعمال مصر يطالب بإدانة متخذي القرار والحكومة وكل من تسبب في تخريب وتدمير البلد وإثارة البلطجة وترويع الشعب وتدمير ممتلكاته مع مطالبة المجلس العسكري بتوضيح من هو الطرف الثالث والدعم الكامل لثورة مصر وحق الشباب في ابداء الرأي في اتخاذ القرار والدعوة الي هدنة فورية لوقف نزيف الدم وإهدار الموارد لحين فتح الحوار والنظر في المطالب المشروعة للثورة والعمل علي تحقيقها ومؤتمر "الحوار والمصارحة" لإنقاذ مصر وإنشاء هيئة مستقلة للمكافحة والقضاء علي الفساد وتكون لها كافة الصلاحيات. انتظمت حركة سير السيارات بميدان التحرير والشوارع المحيطة به عدا شارعي الشيخ ريحان وقصر العيني يأتي هذا الانتظام بعد ساعات من الكر والفر أعقبت خلالها محاولات قوات الجيش فض التظاهر من شارع قصر العيني والقادم إلي التحرير وتم احتجاز جنديين والاعتداء عليهما من قبل المتظاهرين. قام عدد من عمال النظافة بإزالة الخيام المحترقة بميدان التحرير وتنظيف حديقة المجمع ومحيط الميدان من آثار الاشتباكات.. وفي سياق متصل حاول عدد من المتظاهرين جذب انتباه ركاب السيارات عن طريق استعراض الصور والاعتداء الوحشي من قبل قوات الجيش علي المتظاهرين. المشير طنطاوي يتفقد مصابي أحداث مجلس الوزراء قام المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بزيارة مفاجئة إلي المجمع الطبي للقوات المسلحة بكوبري القبة حيث يخضع عدد من مصابي أحداث مجلس الوزراء من المدنيين وأفراد القوات المسلحة للاطمئنان علي حالتهم الصحية والتأكد من الخدمة الطبية المتكاملة المقدمة لهم. استمع المشير طنطاوي لشرح من الأطقم الطبية واستشاري المجمع عن طبيعة الإصابة لعدد من الحالات واطمأن علي سرعة استجابتهم للعلاج وأصدر أوامره بتوفير كافة سبل الرعاية الطبية واجراء التحاليل والأشعة التشخصية والجراحات اللازمة لجميع المصابين علي نفقة القوات المسلحة واستمرار متابعة حالتهم الصحية لحين تماثلهم للشفاء. صافح المشير طنطاوي عددا من المصابين وأدار حوارا معهم وأكد لهم ان القوات المسلحة ستقدم كافة الإجراءات الطبية والعلاجية لهم باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من شعب مصر العظيم وانها ستظل دائما علي الوفاء بمهمتها في الدفاع عن الوطن وحماية انجازات شعبه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر.