أميرة منصور لاعبة القوس والسهم المصرية والتي لم تتجاوز عامها العشرين حديث الألعاب العربية الثانية عشرة والمقامة في الدوحة سواء داخل المدينة الرياضية التي تضم 6 آلاف رياضي ورياضية أو خارجها وذلك بعد ان لمع نجم أميرة في سماء الدوحة وأصبحت تلقب بالفتاة الذهبية بعد فوزها بست ميداليات ذهبية في منافسات القوس والسهم وجوائزهم المالية من اللجنة المنظمة للدورة والتي تبلغ آلاف الدولارات لكل ميدالية ومثلهم للجنة الأولمبية المصرية ويبدو ان الاتجاه داخل اللجنة المنظمة بمنح أميرة منصور جائزة الأرقام القياسية وقدرها منفصلة 100 ألف دولار ومثل أميرة لاعب الجمباز المصري محمد السحرتي الذي فاز بدوره بخمس ميداليات ذهبية وبرونزية واحدة في عدد من مسابقات الجمباز. تلقت البطلة المصرية الصغيرة أميرة "20 عاماً" والبطل السحرتي تهاني محمود أحمد علي رئيس اللجنة الأولمبية المصرية وكل أعضاء البعثة وأيضا تهاني الرياضيين العرب والمتواجدين في المدينة الرياضية مع اشادة خاصة من الدكتور علاء جبر رئيس الاتحاد المصري للقوس والسهم باللاعبة أميرة منصور وكل لاعبي فريق القوس والسهم من الجنسين وايضا من عمرو السعيد رئيس الاتحاد المصري للجمباز للاعبه محمد السحرتي وباقي لاعبي فريق الجمباز ولكن هل تكفي التهاني والاشادات والفرحة لدقائق وربما الأيام ثم بالسلامة! وهكذا أكد السحرتي وأميرة ان الاهتمام بإعداد لاعب موهوب في لعبة قوية قد يأتي لبلاده بالكثير يرفع عملها في المحافل الدولية الرياضية مراراً وتكراراً وهي استراتيجية نفتقدها بشدة في الإدارة الرياضية بالبلدان العربية وربما تحدث طفرات تذكرنا بهذه الاستراتيجية ولكن سرعان ما ننساها ونذكر كيف قدمت المغرب والجزائر عدداً من الابطال الأولمبيين في ألعاب القوي بداية من سعيد عويطة ونوال المتوكل ونزهة بدوان يليهم جيل رائع في أم الألعاب وفجأة توقف الانتاج وظهور الابطال المغاربة في ألعاب القوي ولا أحد يعرف السبب أو الأسباب. كذلك الحال في مصر التي قدمت جيلاً رائعاً في لعبتي الجودو والمصارعة وانجبت البطلين الاولمبيين محمد رشوان وكرم جابر ولكن اين الجودو المصري الآن واين المصارعة. من مراقبتي الدقيقة علي مدار نحو 35 عاماً في النقد الرياضي أسجل هنا اننا في أغلب البلدان العربية نمتلك بالفعل خبرات تدريبية جيدة ونمتلك أيضا خامات مميزة في العديدمن اللعبات الفردية مثل المصارعة والجودة والسباحة والعاب القوي والتايكوندو ورفع الاثقال وغيرهم إلا اننا كما اسلفت نفتقد إلي استراتيجية صناعة البطل إلي ان يبرز عندنا بالصدفة والأخطر من ذلك اننا نفتقد الرؤية وهندسة حماية البطل الاولمبي والحفاظ عليه من عوامل التعرية والاهمال وفقدان الرعاية الخاصة التي يستحقها مثلما ينال العالم رعاية خاصة من دولته حتي يواصل العطاء خاصة ان مشوار البطل الرياضي في أي لعبة وقصير مهما طال ولابد خلال هذا المشوار القصير والمكثف ان يلقي أعلي معدل الرعاية تحت اشراف أجهزة متخصصة ولا يترك لاهواء مسئول مختل في اتحاده يبيع ويشتري فيه حتي ييأس ويهوي بعيدا عن قمته الرياضية واهدافه وطموحاته. لقد كان لدي الاتحاد العربي للالعاب مشروع خاص لرعاية الابطال العرب المتميزين ويعلم الله وحده اين هذا المشروع القيم جداً؟ وكان لدي مصر مشروع رعاية البطل الأولمبي ولكنه شيع ايضا إلي مثواه الأخير بسبب المجاملات الزائدة التي استنفدت امكانياته المادية فيما لايعود علي الابطال بشئ واستبدل الآن بمشروع يحمل اسما آخر ولكن المشكلة ليست السماء وانما في إدارة هذه المشروعات بنزاهة وخبراء حقيقيين وليسوء مدعين وهي صفة الصقها مباشرة في خبرائنا الأفاضل دون خجل من أحد. صناعة البطل تحتاج بالفعل ثورة في الفكر والإدارة والامكانيات ولابد ان توضع هذه الصناعة علي مائدة مجلس الوزراء في كل دولة ليعطيها حقها بداية من النشء في المدارس ووصولا إلي النخبة في أرقي اكاديميات التدريب العالمية.