منذ أيام قليلة اختتم بدولة المغرب الشقيقة بطولة أفريقيا الأولي للمنتخبات الأوليمبية لكرة القدم المؤهلة.. وكانت وش السعد علي منتخبنا الذي تأهل لدورة الألعاب الأوليمبية بلندن بعد حصوله علي المركز الثالث عقب فوزه علي السنغال 2/صفر لتنهي الكرة المصرية سنوات الغربة العشرين وتعود بهذا الإنجاز التاريخي للأوليمبياد منذ شاركت آخر مرة بدورة برشلونة 92 وكما كان متوقعاً. كما أكد المهندس هاني أبوريدة رئيس اللجنة المنظمة وعضو الاتحادين الدولي والأفريقي لكرة القدم نجحت المغرب بدرجة امتياز في احتضان العرس الأوليمبي لقارتنا السمراء.. لأنها نظمت البطولة في توقيت قياسي بعد اعتذار مصر بسبب الأحداث السياسية.. وكان من حسن الطالع أن يؤدي منتخبنا جميع مبارياته باستاد ومدينة مراكش حتي نهاية البطولة بعد تربعه علي قمة المجموعة وهي المدينة التي أقام فيها معسكره التدريبي المغلق قبل انطلاق البطولة لمدة عشرة أيام بدعوة من كامل أبوعلي رئيس النادي المصري لإقامة المعسكر علي نفقته الخاصة بالفندق الذي يمتلكه بالمغرب.. وهو ساهم بشكل كبير في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي لمنتخبنا الأوليمبي. مدينة مراكش هي درة المغرب السياحية وقلبها النابض بالحيوية وهي بحق مدينة السحر والجمال والاستقرار والأمان في المغرب الشقيقة التي تعد من أهم الدول السياحية بمنطقة الشرق الأوسط لما تتمتع به من تنوع في التضاريس من مرتفعات وجبال وسهول ووديان وطبيعة خلابة.. ولعل أبرزها في مدينة مراكش الساحرة إنها مدينة تتمتع بشخصية وطابع يزيدها جمالاً وروعة. فالمباني طبقاً للقانون لا يزيد ارتفاعها عن ستة أدوار وجميعها تحمل اللون الوردي. ويخترق ميدانها وشوارعها مساحات شاسعة من الحدائق الخضراء والزهور والأشجار حتي إنها تحاصر كل المباني حتي تشعر وكأنك في ناد رياضي تم تنسيقه وإنشاء مبانيه بعناية شديدة. وأهم ما لفت نظري وشد انتباهي أن مدينة مراكش بها "رصيف" يتيح للمواطن المغربي ان يستمتع بجمال مدينته النظيفة والجميلة جداً.. وهنا تذكرت كيف أن قاهرة المعز لا يوجد بها رصيف. وكيف أن المواطن المصري يجد صعوبة في أن يجد رصيفاً خالياً للسير عليه لقضاء مصالحه أو التوجه إلي عمله بسبب استيلاء أصحاب المحلات والمقاهي والباعة الجائلين. بينما السيارات تحتل جانبي الشارع. فنجد المواطن المصري في الشارع وكأنه يلعب في السيرك وكأنه يسير علي الحبال تارة تجده يتحرك بين السيارات وتارة أخري علي الرصيف حائراً.. ولأنني رافقت بعثة منتخبنا الأوليمبي في رحلته إلي المغرب للتأهل لأوليمبياد لندن عبر بلاد الأطلسي فقد انتهزت فرصة وجود رصيف لأمارس رياضة المشي للاستفادة من وجود رصيف في مدينة ومن نقاء الطقس لعدم وجود ثلوث والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة المتمثلة في الجبال المحيطة بمراكش ويكسوها الثلج في فصل الشتاء. وبالمساحات الخضراء الشاسعة ولهذا كان قرار عدم السماح بارتفاع المباني لتتيح للسائحين والمواطن المغربي الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تتمتع بها مدينة مراكش. وكان الشيء اللافت للنظر أنه خلال حديثي مع العديد من أبناء المدينة من المثقفين والطبقة المتوسطة أنهم أبدوا سعادتهم بانتخاب حزب العدالة والتنمية الإسلامي بقيادة عبدالإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية في السنوات القادمة وهم يؤكدون عدم تخوفهم من قيادة حزب إسلامي للبلاد لقناعتهم بأن الإسلام دين الوسطية وأن العودة لأصولنا الإسلامية قد يهم في إحداث النهضة الشاملة والتطور المنشود في مختلف مناحي الحياة وأنشطة المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والديمقراطية التي يحلم بها المواطن فزاد من اطمئنانهم تصريحات رئيس الوزراء بنكيران حينما سألته إحدي الصحفيات عن رأيه في الحرية الشخصية التي يتمتع بها المواطن والفتاة المغربية.. وهنا رد عليها بإنه ما كان يجب أن تسأله هذا السؤال لأنه رئيس وزراء جاء لينفذ برنامجاً سياسياً للنهوض بدولته. أما إذا كان الرجل يريد ان يتزوج أربع سيدات فليتزوج إذا كان يستطيع مادياً الإقدام علي هذه الخطوة. أما الفتاة فلها مطلق الحرية في ارتداء الحجاب أو عدم ارتدائه لقناعتي أن الله هو الذي يحاسب. ليذكر بنكيران بهذه التصريحات الحاسمة أن الأحزاب الإسلامية في وطننا العربي ليست مفزعة كما يخيل للبعض أن يردد تلك النغمة والمغاربة يؤكدون أنه في حالة فشل بنكيران في النهوض بالبلاد فسوف يسقط مع حزبه في الانتخابات القادمة.