عندما يصدر الشاعر "مختارات شعرية" فإنه يختار ولا شك ما يراه أجمل ما كتب. أو ما يمثله بشكل حقيقي. هذا ما فعله الشاعر عبده الزراع في ديوانه الجديد "عيون البنفسج" الذي ضم مختارات شعرية تجمع بين قصيدة النثر والقصيدة الموزونة. لكن الشاعر بموقفه ورؤياه حاضر بقوة في النوعين. مختارات عبده الزراع الشعرية تشير الي الطاقة التي يمتلكها الشاعر والقدرة علي اخضاع العادي والبسيط وتشعيره في قصائد محكمة البناء مفعمة بالحس الانساني الشفيف خاصة تلك القصائد التي يعود فيها الي تذكاراته القديمة. أجمل ما في هذه المختارات هو حضور الأنا الشعرية في قصائدها. تلك الأنا التي تستطيع من خلالها رسم صورة للشاعر والتعرف علي الانساني بداخله. والإحاطة بموقفه من العالم ورؤيته لدور الشعر والشاعر. عبده الزراع واحد من أكثر شعراء العامية اخلاصا للشعر وحرصا علي تطويره. وقد انجز عدة دواوين مهمة فضلا عن كتابته للأطفال سواء في الشعر أو في المسرح حيث قدم أكثر من تجربة ناجحة ومهمة في هذا المجال.