انقسم المعتصمون بميدان التحرير الليلة الماضية حول قرار بعض الحركات والقوي السياسية بتعليق الاعتصام بالميدان الذي أصبح دون جدوي بالإضافة إلي امتلاء الميدان بالبلطجية والباعة الجائين مما أضفي علي الاعتصام داخل الميدان صورة سيئة.. وفي نفس الوقت تمسكت بعض الحركات الشبابية المستقلة ومصابي الثورة بالاعتصام داخل الميدان حتي تتحقق مطالبهم في إسقاط المجلس العسكري وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتمتع بكامل الصلاحيات بالإضافة إلي رفضهم لحكومة د. كمال الجنزوري الجديدة. شهد ميدان التحرير حالة من الهدوء الشديد بعد تعليق العشرات من القوي الثورية اعتصامهم بالميدان مثل ائتلاف شباب الثورة وحركة فدائي وبداية والجمعية الوطنية للتغيير ومجلس أمناء الثورة وائتلاف الثائر الحق وحركة 6 أبريل والجبهة الديمقراطية وقاموا بإزالة خيامهم التي لم تصمد أمام برودة الجو وتعرض الكثير منهم إلي وعكات صحية حيث أجبرت الكثيرين بالرحيل من الميدان والاستجابة إلي قرار التعليق في حين حرص بعض المعتصمين علي إشعال النيران أمام الخيام للتدفئة أو زيادة خيامهم بالبطاطين والمشمع حتي تحميهم من البرد القارس. قررت حركة 6 أبريل والجبهة الديمقراطية نقل خيامهم إلي شارع مجلس الوزراء للاعتصام هناك حتي يمثلوا ضغطا علي حكومة الجنزوري الجديدة التي لم تلق أي قبول لدي الشارع المصري أو المعتصمين بالتحديد. وانخفضت أعداد الخيام في الميدان إلي ربع عددها في بداية الاعتصام مما أثني الكثيرين علي التعليق. وفي نفس الوقت.. لاتزال مداخل ومخارج الميدان مغلقة ويواصل أفراد اللجان الشعبية القليلين دورهم عليها.. في حين اختفي عدد كبير من البائعين الجائلين بالميدان ولم يظهر سوي بائعي البطاطا والذرة المشوي الذين يواجهون برودة الجو عن طريق نيران الشواء. شهدت الليلة الماضية تنظيم قلة من المتظاهرين لمسيرة طافت أرجاء الميدان وهتفت "تسقط تسقط حكومة الجنزوري" و"يسقط يسقط حكم العسكر". ووقعت مشاجرة عنيفة بين عدد من البلطجية والمعتصمين.