يعيش الطيران المدني حاليا مرحلة من أسوأ مراحله.. ولا ينطبق عليه سوي المقولة الشهيرة "سمك.. لبن.. تمر" كناية عن اختلاط الحابل بالنابل. فبعد أحداث 25 يناير وتكليف الفريق أحمد شفيق بتشكيل الوزارة بعد سقوط النظام السابق.. تم تعيين المهندس إبراهيم مناع وزيراً للطيران المدني.. ورغم اعتراض الكثيرين إلا أنه كان الأنسب في تلك الحقبة العصيبة لأنه كان ملماً بخيوط الوزارة وشركاتها ومشروعاتها القائمة.. ولكن بعد أشهر قليلة جداً تم إعادة تشكيل الوزارة وجاء اللواء طيار لطفي مصطفي كمال وزيراً للطيران المدني. ورغم إعلانه تكراراً ومراراً أنه ليس بغريب عن الوزارة إلا أن الواقع العملي أثبت عكس ذلك تماماً لأن اللواء طيار لطفي مصطفي كمال.. وبعيداً عن شخصه الذي نكن له كل الاحترام.. أدار الوزارة من خلال أشخاص معروفين للعامة بأنهم يديرون بالتربيطات.. وللأسف الشديد استجاب الوزير لكل أو لأغلب آرائهم وأصدر قرارات وصفها الخبراء بأنها "ليس لها محل من الإعراب".. بل ومنها من أوقع الوزارة في حسبة برما. علي سبيل المثال أصدر الوزير قراراً أول شهر اكتوبر الماضي.. أي منذ شهرين فقط.. بإقالة الطيار سامح حفني من رئاسة سلطة الطيران المدني وتكليفه برئاسة الأكاديمية المصرية للطيران خلفاً للدكتور طيار حسن محمد حسن الذي تقدم باستقالته بعد اختلاف وجهة النظر عن وجهة نظر الوزير.. أو بمعني أدق مع من يديرون من خلف الستار.. حول اسلوب معالجة أزمة المراقبين الجويين رغم أن الأيام أثبتت صدق رؤية د. طيار حسن محمد حسن بدليل قيام الوزير بإصدار قرار بوقف صرف الحافز المميز الذي رفضه د. طيار حسن محمد حسن والذي كاد أن يفجر الطيران المدني كله.. وللأسف رغم صدق رؤيته إلا أننا خسرنا أحد أهم المبدعين وأصحاب الإنجازات في الوزارة. أيضاً وضع الوزير الوزارة في مأزق في حالة تنفيذ د. كمال الجنزوري وعده لوفد النقابات المستقلة.. لأن السيد اللواء ناجي صالح الذي عينه الوزير لطفي مصطفي رئيساً لسلطة الطيران المدني أول شهر اكتوبر الماضي سيبلغ سن المعاش يوم الاثنين القادم.. أي بعد شهرين فقط من تعيينه.. وهي فترة لا تكفي لقراءة ملفين أو ثلاثة من ملفات السلطة الكثيرة والمترامية الأطراف.. خاصة أن رئيس سلطة الطيران المدني يتعين إعداده وتجهيزه لمدة عام علي الأقل قبل تكليفه لأن السلطة تعني التنظيم والرقابة علي صناعة النقل الجوي داخل مصر وخارجها.. وتعني أيضا التوازن في العلاقة بين مصر والعالم. الأمثلة التي تؤكد صدق رؤيتنا كثيرة ومتنوعة ولكننا سنكتفي بهذا القدر مؤقتاً. وعمار يا مصر!