هذا هو الشعب المصري.. الذي أظهر أصالته.. وأكد معدنه النفيس خلال المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية.. أبهر العالم بوعيه.. وأكد للجميع قدرته علي تحدي الصعاب.. وحرصه علي إنجاح العملية الديمقراطية والعبور بمصر إلي بر الأمان وزمن الحرية. أعطي صورة حضارية للعالم بمواجهة الخوف والبلطجة.. وخرجت الانتخابات.. في أصعب مراحلها.. بصورة نموذجية رغم بعض المخالفات البسيطة أو السلبيات الطفيفة.. وتسابق ابناء هذا البلد الطيب إلي صناديق الاقتراع يدلون بأصواتهم ويختارون نوابهم في احتفالية غير مسبوقة في مصر.. تحقق رقما قياسياً لم تسبقها اليه أعتي الدول الديمقراطية. أنه عصر الحرية والديمقراطية الذي يصبو اليه أبناء مصر.. وضع الشعب قدمه علي أول الطريق في 25 يناير الماضي واصر علي استكمال مسيرته رغم الصعاب والتحديات.. إنه شعب لا يعرف المستحيل.. قد يتحمل كثيرا.. ويري البعض أنه خامل.. يستمريء الحاكم صبره ويظن أن في تحمله للطغاة استكانة فيزيد من استبداده.. وتأخذه العزة بالاثم.. ويظن انه امتلك مصر وتحكم في مصير شعبها.. لكنه يفاجأ بقدرة المصريين علي الثورة.. والاصرار علي تغيير أحوالهم وازاحة الظالم أو المستعمر المستبد.. وهذه هي مصر.. وهذا هو شعبها الحكيم منذ الأزل وحتي الابد.. يظهر معدنه الأصيل وقت المحن يؤكد وعيه وحكمته عند الازمات.. استطاع أن يهزم أقوي الدول الاستعمارية وأن يتخلص من أعتي الطغاة.. وبني مجدا تحدي به الزمن.. وحمل راية خفاقة تناقلتها أيادي أبنائه منذ الفراعنة وحتي اليوم تخطي العقبات واستكمال مسيرته رغم العثرات ليحقق المعجزات. جاء جيل الشباب ليعيد لمصر وجهها المشرق ويضع شعبها أولي لبنات لبناء المستقبل الذي تستحقه مصر.. ليس علي انقاض الماضي.. لكن بتصحيح اخطاء الآباء واستكمل ما بناه الاجداد.. وأثق في قدرة ابناء مصر علي المضي في طريق البناء والتنمية ليعيدوا الريادة لبلدهم.. وأثق ايضا فِي وعيه وقدرته علي تخطي الصعاب وإفشال مخططات الاعداء وإحباط ما يدبره العملاء ليحقق لمصر الأمن والاستقرار ويستكمل مسيرة التنمية في ظل ديمقراطية الشعب.