لم نكن نود أن تسارع حكومة الخرطوم إلي الترحيب بالاعتراف الأمريكي بأن كيان جنوب السودان يساند حركات التمرد في السودان. فالأمر كان واضحاً وضوح الشمس وليس في حاجة إلي اعتراف من جانب الولاياتالمتحدة أو غيرها. كما أن الاعتراف الأمريكي يأتي فقط من قبيل ذر الرماد في العيون وإخفاء الحقيقة البديهية بأن هذا الكيان صنعته الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في الغرب من خلال سياسة بتر الأطراف والتي تهدف في النهاية إلي حصار مصر. وما يقوم به هذا الكيان ليس أكثر من قيام قادته بتنفيذ أوامر الولاياتالمتحدة ومن ورائها إسرائيل لتحقيق المزيد من تمزيق أوصال السودان الشقيق. والدليل علي ذلك أن الولاياتالمتحدة بعد هذا الاعتراف لم توقع أي عقوبة علي جنوب السودان. ولم ترفع أي عقوبة عن السودان. إنها لم ترفع فقط سوي العقوبات التي لا تتفق مع مصالحها. ويكفي أن نعلم مثلاً أنها استثنت الصمغ العربي من الواردات المحظورة من السودان بعد ضغوط شركات المياه الغازية التي تستخدمه في منتجاتها لمنع تبلور السكر وترسيبه في قاع العبوات.