حوادث الطرق لا تنتهي ولن تنتهي رغم كل الجهود التي تبذلها الدولة للحد منها طالما ظلت أسبابها قائمة.. ورغم تأكيد خبراء وأساتذة الطرق والمرور أن العنصر البشري وراء وقوع 75% من حوادث الطرق إلا أن هناك مشكلة أكبر لا يمكن التغاضي عنها تتمثل في إطارات السيارات وانفجارها فجأة اثناء القيادة. والسؤال: هل انفجار إطار السيارة سببه سوء التصنيع والغش التجاري الذي يضرب العديد من الصناعات في ظل غياب الرقابة أم هو اهمال السائق وعدم التزامه بتاريخ الصلاحية المدون علي الإطار واستعماله حتي نفاد صلاحيته.. أم هو سوء تخزين عند التجار.. كل هذه الاسئلة وغيرها طرحناها علي اساتذة وخبراء الطرق واصحاب شركات الإطارات فماذا قالوا؟! يقول د. عمر عثمان استاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة ان انفجار اطار السيارات هو المتهم البريء في وقوع الحوادث لانه قد يكون السبب فعلا ولكن نتيجة اهمال السائق لعدم الكشف والصيانة عليه.. وقد يكون ناتج عن الحادث وبالتالي فهو بريء في الحالتين. يؤكد أن تحليل أسباب وقوع الحادث علي الطريق يتم بطريقة غير علمية وبمجرد رؤية انفجار الاطار يتم القاء المسئولية عليه موضحا أن الاحصائيات التي تجري لمعرفة اسباب وقوع الحوادث غير دقيقة. أضاف ان العامل البشري هو العنصر الاساسي في وقوع الحادث نتيجة غياب الرقابة والكشف علي الاطارات وحالة السيارة بصورة وايضا نتيجة عدم احكام السيطرة علي الأماكن التي تقوم بضبط وقياس الضغط داخل الاطار حيث يقوم الاطفال والكبار من العاملين في محطات البنزين أو محلات اصلاح اطارات السيارات بضخ ضغط الهواء بأجهزة قد تكون قياسها خاطئة مما يتسبب في انفجار الاطار. أوضح أن أي خطأ في قياس الضغط داخل الإطارات يضربها موضحا ان السيارة الملاكي تحتاج لإطار ضغط 30 رطلا علي البوصة المربعة.. وفي حالة زيادة هذه الكمية مع سرعة السيارة علي الطريق وسخونة العجل يؤدي إلي انفجارها وينتج عنه الحادث. شدد علي ضرورة البعد عن استخدام اطارات عجل السيارات التي يعاد تدويرها وتجديدها وبيعها علي أنها جديدة وبسعر منخفض مما يترتب عليه انفجار الاطارات ووقوع الحوادث واراقة دماء الابرياء. حالة السيارة يقول د. أحمد عاطف جاد الله استاذ الطرق بهندسة القاهرة ان حالة السيارة ومتانة إطاراتها لها تأثير قوي علي وقوع الحادث ولكن أي احصائيات تجري علي ذلك غير دقيقة ولكنها مؤشر علي اسباب وقوع الحوادث. أضاف أن السبب الرئيسي في الحوادث هو ثقافة القيادة الغائبة عن المصريين جميعا والتي من أهمها الكشف الدوري علي إطارات السيارات.. وعدم الاستعانة بكاوتش سبق استعماله او معاد تدويره.. أو تركيب أي نوع رخيص الثمن دون التأكد من مدي صلاحيته والالتزام بالمدة المحددة له وتغييره علي الفور. شدد علي ضرورة تنظيم دورات تدريبية لنشر ثقافة القيادة قبل منح رخص القيادة أو تسيير السيارة باختلاف انواعها سواء ملاكي أو أجرة أو نقل.. حتي نضمن اهتمام السائق بعدم السير علي الطريق والسفر قبل التأكد من حالة السيارة وفراملها واطاراتها والالتزام بقواعد المرور. شائعات يرفض حسين اسماعيل صاحب شركة لبيع إطارات وجنوط وكاوتشوك السيارات ما يردده الجميع من أن اطارات المركبات هي المتهم الاول في حوادث الطرق موضحا انها شائعات وأن الإطار هو المتهم البريء لأن كل إطار له عمر افتراضي محدد وهو ان تسير العجلة 50 الف كيلو متراً ولا يزيد عمرها عن 4 سنوات فهناك صلاحية معينة للاطار مدون عليها تاريخ انتاج وانتهاء فإذا لم يتم تغيير الاطار بعد انتهاء صلاحيته تحدث كوارث وتنفجر عجلة القيادة اثناء السير فهذا يرجع الي قائد السيارة. أضاف أن عنصر اساسي وهام في الإطار ويجب ان يتميز بجودة عالية ويبدأ سعره من 850 جنيها ويمكن أن يصل الي 20 ألف جنيه حسب نوع وموديل السيارة. أضاف ايضا ان افضل أنواع الإطارات هو "المشلان" الفرنساوي. ويبدأ سعره من 430 جنيها للعجلة الواحدة ويزيد سعره حسب المقاسات وهو أغلي انواع الإطار ويأتي بعده "البردحستون" الياباني وهذا النوع يتقارب في السعر مع النوع الأول أما "الجي تي الاندونيسي" فهذا النوع الاكثر رواجا واستخداما بين مستخدمي السيارات ويتراوح سعره من 230 الي 400 جنيه للعجلة الواحدة. يقول إبراهيم عبدالعزيز صاحب شركة لبيع اطارات والكاوتشوك أن حوادث الطرق ترجع اولا إلي الأخطاء البشرية بنسبة 75% فهو العنصر الاساسي في وقوع الحوادث اما اطارات السيارات اذا خزنت بالمحل أو الشركة فترة طويلة ومر عليها سنوات عديدة يمكن ان تتسبب في وقوع الحوادث لان الإطار تسير علي طريق سريع فكلما كان الاطار حديث الانتاج انخفضت الحوادث ويجب ان يلتزم قائد السيارة بجودة الاطارات وصيانة السيارة أولا بأول تجنبا لحدوث الكوارث. يقول حمدي عيد أحمد مدير محل إطارات سيارات ان تكرار الحوادث في الفترة الاخيرة يرجع إلي اسباب عديدة أهمها قلة خبرة قائد السيارة او سوء قطع الغيار وتهالك الكاوتشوك وكلها يمكن ان تؤدي إلي كارثة وسقوط ابرياء لا ذنب لهم. أضاف أن اطار السيارة يتطلب جودة عالية وضمان.. مع التزام قائد المركبة بتاريخ الصلاحية وتجديد الكاوتشوك باستمرار تجنبا لوقوع أي حوادث موضحا ان اطار السيارة هو المتهم البريء دائما.