بعد أحداث ثورة 25 يناير وما شهدته مصر من اعتصامات ومظاهرات أمام مبني ماسبيرو وفي أماكن أخري كثيرة ذهبت ضحيتها أعداد كبيرة من المتوفين والجرحي وجميعهم من أبناء مصر.. لابد أن يتكاتف الكل إن كان يحب وطنه للعبور إلي بر الأمان ووضع مصر علي الطريق الصحيح كل في موقعه.. فالتليفزيون المصري والإذاعة المصرية يعتبران العمود الفقري لأغلب المصريين في هذه الفترة تحديداً رغم انتشار القنوات الفضائية والإذاعات الخاصة.. لكن مازال هناك أناس يعتمدون علي مشاهدة قنوات التليفزيون المصري بحلوها ومرها. فهم أناس لديهم غريزة انتماء لأي شيء يخص بلدهم ولا يعترفون بقناة أخري مفضلين قنواتهم عن الباقية ونفس الشيء يذكر للإذاعة المصرية التي مازال مستمعوها متواجدين حولها ومزاجهم في سماع إذاعة مصرية معينة سواء كانت البرنامج العام أو صوت العرب أو الشرق الأوسط أو الشباب والرياضة وغيرها من الإذاعات.. فهم أناس تربوا بآذانهم علي صوت بلدهم ولا يبدلونه بصوت غريب آخر أو مشاهد تليفزيوني آخر. ولذا فيجب علي القائمين بشئون قنوات التليفزيون المصري وهم د.ثروت مكي رئيس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون وصلاح الدين مصطفي رئيس التليفزيون وإسماعيل الششتاوي رئيس الإذاعة وجميع قيادات ورؤساء الشبكات الإذاعية ورؤساء القنوات التليفزيونية أن يستوعبوا الدرس جيداً هذه الأيام الصعبة ويدركون أنهم في سفينة واحدة وينتبهوا للمؤامرات والإشاعات التي تبث في قنوات أخري وإذاعات خاصة ويقومون بنقل الحقائق كاملة لشعب بلدهم حتي لا يذهب باقي المشاهدين والمستحقين لأماكن أخري.. وهم أي القيادات يجب ألا ينظروا إلا لمصلحة وطنهم أولاً وأخيراً.. فقد جاء الوقت الذي يجب فيه أن يعطوا ولا يأخذوا وكفاهم ما سبق من اجتماعات طوال الوت علي مر السنوات ولجان وإمضاءات البوسطة التي لا ينتهون منها واجتماعات مع الوزير.. كل هذه الحجج أصبحت لا تفيد الآن.. عليهم أن ينتبهوا وينقلوا الحقيقة فالصورة الآن في الميدان وفي كل الميادين والمحافظات وعليهم أن يحرصوا علي تقديم المواد التسجيلية القديمة التي تبين الشعب المصري الأصيل وتلاحمه مع بعضه مسلماً كان أو مسيحياً مثلما كان في السنوات السابقة وعليهم تقديم برامج توعية للأجيال المتواجدة حالياً والشباب أيضاً ويكثروا من إذاعة الأغاني الوطنية لبلدهم فكلمة "مصر" حينما يسمعها أي إنسان مصري "خالص النية" لابد أن تدمع عيناه بدون قصد. وكفي إذاعة الأغاني العاطفية التي ضيعتنا والبرامج التي تستضيف ضيوفاً بالملابس الجميلة والكرافتات من داخل الاستوديو.. فكما أن القائمين بأمر التليفزيون ينشئون ستوديو خاص أثناء مهرجان فني في مصر.. من السهل جداً خروج الاستوديو والكاميرا إلي أماكن الاعتصامات بكل أدب وتقديم صورة معبرة عن الحدث.. أعتقد أنه لو تداركنا هذه الأشياء في هذا التوقيت تحديداً وهو توقيت شديد الصعوبة وتنفيذ هذه الاقتراحات فلن تجد شخصاً لا يحب بلده وسوف تجد الجميع علي قلب رجل واحد لا فرق بين واحد