ركزت مباحثات الرئيس حسني مبارك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" علي قضيتين. الأولي تتعلق بامكانية استئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي. والثانية تتعلق بتطورات الحوار الفلسطيني الفلسطيني. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن ان الجانب الفلسطيني لن يقبل باستئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي في حالة عدم وقف الاستيطان بالكامل. بما في ذلك القدسالشرقية. جاء ذلك عقب المباحثات التي أجراها الرئيس مبارك مع ابومازن بمقررئاسة الجمهورية بمصر الجديدة واستمرت أكثر من ساعة ونصف الساعة وحضرها أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان ومن الجانب الفلسطيني ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ود.صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريرونبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ونبيل أبوردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية والسفير بركات الفرا سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية. وأوضح أبومازن أنه بالنسبة للمفاوضات المباشرة فإنه حتي الآن لم يصل إلي الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي أي مقترحات رسمية من الإدارة الأمريكية حتي يمكن التعليق عليها. مشيرا إلي أن بعض المعلومات ظهرت في الصحافة. منها ما يتعلق بالصفقة التي يتردد ابرامها بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل. وتتضمن تزويد إسرائيل بمعدات عسكرية متطورة مقابل تمديد وقف الاستيطان لفترة محدودة. وقال الرئيس الفلسطيني انه أكد للجانب الأمريكي أنه لاعلاقة للفلسطينيين بهذه الصفقة المزمعة. لأن تلك الصفقة تدخل في إطار العلاقات الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل.. مؤكدا رفض الجانب الفلسطيني الربط بين هذه الصفقة وبين استئناف المفاوضات. وأضاف أبومازن أن الفلسطينيين اوضحوا موقفهم المتمثل انه لابد من التركيز علي قضيتي الحدود والأمن في حالة استئناف المفاوضات المباشرة.. مشددا علي رفض السلطة الوطنية الفلسطينية لاستئناف أي مفاوضات مباشرة في حالة استمرار إسرائيل في انشطتها الاستيطانية.. كما أكد ضرورة ان يكون وقف الاستيطان شاملا لجميع الأراضي الفلسطينية. وأولها مدينة القدس. وشدد علي رفض السلطة الفلسطينية لوقف الاستيطان اذا لم يتضمن القدس. واننانرفض ذلك بنسبة 100%. وإذا لم يكن وقف الاستيطان في كامل الاراضي الفلسطينية. بما فيها القدس. فلن نقبل به. وحول ما إذا كان هناك إطار زمني تضعه السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات المباشرة قبل اللجوء إلي مجلس الأمن. قال أبومازن إن لدينا سبعة خيارات أولها المفاوضات المباشرة. ولابد ان نعطي هذا الخيار الوقت الكافي. واذا فشلنا فإن الخيارات الأخري ستأتي فيما بعد متتابعة زمنيا. وقال محمود عباس ان الجانب الفلسطيني مازال ينتظر الرد الأمريكي الرسمي. الذي من المتوقع أن يصدر في أقرب فرصة. وفي هذه الحالة ستتم مناقشته أولا علي المستوي الفلسطيني. ثم نتوجه إلي لجنة المتابعة العربية لبحث الموقف. وأشار الرئيس الفلسطيني إلي أن مباحثاته مع الرئيس مبارك تناولت ايضا المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية. ونتائج جولة الحوار الفلسطيني في دمشق. موضحا أنه حتي الآن لم يتم التوصل إلي اتفاق مع حركة "حماس". حيث تراجعوا عن بعض مواقفهم التي كانوا قد وافقوا عليها في بداية الحوار في الجولة قبل الأخيرة بدمشق. وأكد أبومازن أنه بالرغم من هذا التراجع من حركة حماس الا أننا سنواصل الحوار مع حماس علي كل المستويات حتي نستعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية. وحول وجود امل في عملية السلام برمتها رغم الصعوبات التي تواجهها حاليا قال أبومازن: نحن نحافظ علي الأمل إلي أن نصل إلي اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ونحن نعلم أن هناك صعوبات بالغة بسبب الموقف الإسرائيلي. فما وصلنا إليه من حوار لايوحي بشيء.. لكننا نقول انه إذا حدث حوار رسمي فسوف نجرب ونعمل كل ما باستطاعتنا من اجل الوصول إلي النتيجة التي تفضي إلي اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وحل كل قضايا المرحلة النهائية الست. بالإضافة إلي قضية الأسري وهي من أهم القضايا التي تشغل الجانب الفلسطيني. وردا علي سؤال حول امكانية الوصول إلي حل نهائي في ظل التعنت الإسرائيلي. والتركيز فقط علي قضية الاستيطان. قال الرئيس الفلسطيني ان بقية القضايا المطروحة للتفاوض قد تكون أكثر صعوبة من قضية وقف الاستيطان. مشيرا إلي ان وقف الاستيطان ليس مطلبا فلسطينيا فقط. ولكنه مطلب أمريكي ودولي وعربي. بل ان جزءاً كبيراً من الرأي العام الإسرائيلي يطالب بوقف الاستيطان.. وبالتالي فإن المشكلة لم تعد معنا. لكنها بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية ايضا. وردا علي سؤال حول الرفض الفلسطيني للربط بين الصفقة الأمريكية المزمعة مع إسرائيل وبين وقف الاستيطان. قال الرئيس محمود عباس اننا كقيادة فلسطينية ندرك طبيعة وقوة العلاقات الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل والتي ترجع إلي أعوام عديدة سابقة. فقد أعلن هنري كيسنجر وزير خارجية الولاياتالمتحدة عام 1973 أن إسرائيل يجب ان تبقي أقوي من كل الدول العربية مجتمعة. وان الإدارة الأمريكية تحرص علي أمن إسرائيل. لكننا نؤكد انه ليس لنا علاقة بتلك الصفقة. ولايجوز ان تقول الإدارة الأمريكية انها اعطت إسرائيل "كذا وكذا" مقابل وقف الاستيطان لمدة 90 يوماً. لأن ذلك كلام غير منطقي أو مقبول.