اطلق شباب الداخلة بمحافظة الوادي الجديد مبادرة "فريق تنمية وانقاذ مصر" والتي تهدف الي زراعة 50 مليون شجرة فاكهة في مصر عن طريق استغلال الموارد الاقتصادية في مصر. بالاضافة الي الاستفادة بكل قطرة مياه وتوظيفها في المشروع الذي لا يكلف الدولة أو الحكومة شيءحيث ترتكز فكرته علي ثلاثة محاور رئيسية وهي الاستفادة بالجزء المفقود من البخر الناتج عن قنوات الري في الأراضي الزراعية وكذلك استغلال المياه النظيفة المهدرة من المساجد بالاضافة الي امكانية استغلال مياه المنازل والأحياء السكنية والمدن العمرانية الجديدة والمنشآت والمصالح الحكومية التي تهدر بدون وعي الي جانب المياه المهدرة من المصانع التي تقوم بغسل المنتجات الزراعية والسيارات. في البداية.. يقول محمد حنفي الباحث بالتنمية الاقتصادية الزراعية بالصحراء الغربية ورئيس الاتحاد الشعبي لتنمية مصر وعضو فريق تنمية وانقاذ مصر وصاحب فكرة المشروع: فكرة المشروع جاءتني بسبب وجود مساحات كبيرة من الأراضي غير مستغلة بالاضافة الي ان المشروع يعتبر حلا مناسبا لمشكلة البطالة وفي نفس الوقت بالنظر الي حجم الإهدار للموارد المائية لذلك كان المشروع حلا لكل تلك المشكلات التي نعاني منها حيث ترتكز فكرة المشروع علي استغلال الموارد الاقتصادية المهدرة في مصر. ويعرف الجميع ان مشكلة المياه تشكل خطرا كبيرا علي الاقتصاد القومي حيث تبلغ ثروة مصر المائية 71 مليار متر مكعب سنويا واثبتت الدراسات انه مع حلول عام 2020 وفي ظل النمو السكاني سوف نحتاج وقتها الي استهلاك 90 مليار متر مكعب من الماء وبذلك يصبح العجز في الماء لدينا نحو 18 مليار متر مكعب في ظل ثبات الموارد المائية المتمثلة في نهر النيل والصرف الصحي والمياه الجوفية والآبار والأمطار.. وفي نفس الوقت يضيع بشكل سنوي ما يقرب من 20 مليار متر معكب من المياه بسبب المشاكل المتراكمة في حوض النيل وانخفاض منسوب المياه في الخزانات الجوفية بالاضافة الي كمية المياه المهدرة من استخدام المنازل وزراعة ملاعب الجولف واشجار الزينة غير الاقتصادية والتي تحتاج مياه كثيرة الي جانب العادات المتوارثة لدي كثير من الأفراد برش الشوارع وأمام المحلات التجارية بالمياه العزبة في أوقات الظهيرة والمساء. لذلك فان المشروع تتكون أهدافه في ثلاثة محاور وهم الاستفادة من المياه المهدرة من عملية البخر في الترع بالأراضي الزراعية القديمة التي لا يستخدم فيها وسائل الري الحديثة. والمحور الثاني هو استغلال المياه المهدرة في المساجد نتيجة الوضوء والاغتسال وكذلك في المؤسسات الحكومية والشركات والمنازل. وثالثا يهدف المشروع الي زراعة مساحات جديدة حرة ومدمجة بأشجار موحدة. أضاف حنفي ان المشروع يتكون من 15 مرحلة وتم الإعداد له جيدا قبل انطلاقه حيث تم وضع مجموعة من الخطط التنفيذية له ومقسمة علي عدد مراحله بدءا من مرحلة التوعية بالمشروع وحتي مرحلة التسويق وعلي ان تنتهي كل مرحلة بالمراقبة والمتابعة والتطوير والتقييم لما تم به. قال كل من محمد سيد حسن منسق فريق تنمية وانقاذ مصر بمحافظة الوادي الجديد وشيماء عبدالله منسق الفريق بمركز الداخلة: ان الهدف من المحور الأول للمشروع الذي يعتمد علي الجهود الذاتية استغلال الحجم الكبير من المياه المهدرة من عملية البخر بالترع بالأراضي القديمة يكمن في تقليل نسبة البخر من المراوي بزراعتها بأشجار الفاكهة الاقتصادية بالاضافة الي استغلال محاصيل تلك الأشجار في الاكتفاء الذاتي للمواطنين والقضاء علي الارتفاع في أسعار الفاكهة بعد مرور 5 سنوات علي اكتمال المشروع وكذلك فتح مصانع انتاج صناعي وزراعي عن طريق خطوط الانتاج الموحدة من المحاصيل مثل "التين البرشومي في صناعة المربي و الجوافة والمانجو في صناعة العصير" بالاضافة الي تحويل أوراق الاستغلال البيئي والعضوي بمعني تحويل أوراق الأشجار المتساقطة في نهايات المراوي والمتحللة عضويا الي سماد عضوي بعد رشها ببعض المواد العضوية ودفنها في التربة. تضيف د. هبة سامي فرحات وعلا عبدالله منسقون بالفريق: ان ثاني محور في المشروع وهو استغلال المياه المهدرة من المساجد والمؤسسات والشركات والمنازل يهدف الي تقليل تلك المساحات وتصبح ساحات للصلاة وتساعد أيضا أرباح تلك الأشجار في اعمار تلك المساجد وتشجير المجتمعات العمرانية الجديدة يهدف الاكتفاء الذاتي من الفاكهة وتوزيع الحاصلات علي السكان من ناحية ويوفر ايضا فرص عمل للشباب من ناحية أخري نتيجة عمل غرف تجميع لمياه الأحواض التي يتم استخدامها مباشرة في ري الأشجار فتتوفر فرص عمل للشباب بصورة مباشرة أو غير مباشرة سواء في التصنيع الزراعي أو في الأمن علي مواقع الزراعة التي من الممكن انشاء مصانع زيوت الزيتون والمصانع للمخللات علي أثرها. أشار كل من نادر سنوسي وأماني أبوبكر من أعضاء الفريق الي ان الموارد المائية التي يحتاجها المشروع متوفرة في استغلال المراوي الخاصة في ري الأراضي الزراعية والتي تستخدم طرق الري السطحي وكذلك في مياه الوضوء بالمساجد حيث يتم عمل خط خارجي يتم توصيله بخزانات يتم ملئها واستخدامها في الزراعة أيضا بالاضافة الي المياه الناتجة من التصنيع الزراعي والآبار. قال محمد محمود وشيماء إدريس أعضاء الفريق: ان هذا المشروع سوف يتم بمشاركة كل محافظة بما يقرب من 5 أفدنة بحيث يتم استخدام هذه الأراضي بزراعتها بأشجار الفاكهة تحت شعار "إنتاجها لأولادها" حيث يتم اختيار 20 شابا غير قادرين علي الزواج كل عام ويقوموا برعاية وعناية وتقليم ورعاية تلك الأشجار بعد عمل دورات تدريبية لهم بشأن هذا الأمر ويتم بعدها توزيع أرباح وعوائد تلك الأشجار علي هؤلاء الشباب ويتم بعد ذلك تسليمها الي مجموعة أخري من الشباب لضمان استمرارية المشروع وبذلك يتم تيسير مشكلة الزواج لمجموعة كبيرة من الشباب بالاضافة الي اضافة مساحات غير مستغلة بجوار مصادر المياه المهدرة أو غير المستغلة. أوضح كل من مصطفي ضبع ومحمد نور الدين الناشط التنموي: ان هذا المشروع يشترك فيه جميع طوائف وفئات الشعب المصري بداية من الطلائع حتي كبار السن وجمعيات أهلية وقوي سياسية وأحزاب وائتلافات وشباب الجامعات.