تابعت "المساء" الأحداث الدامية التي شهدها ميدان التحرير لحظة بلحظة.. حيث تحول الميدان إلي ساحة معركة بين الأمن المركزي والمعتصمين الذين حاولوا أكثر من مرة اقتحام شارع محمد محمود للوصول إلي مقر وزارة الداخلية. البداية كانت عندما خرجت سيارة أمن مركزي من شارع محمد محمود حيث تتواجد سيارات الأمن ورجاله. ودارت حول الميدان بطريقة استفزت الشباب المتواجدين فيه لأنها حاولت مطاردتهم فبدأوا إلقاء الحجارة عليها فتركها السائق وسط الشارع والتف حولها مئات الشباب وبدأوا المحاولات لإلقائها علي جانبها. بدأت قوات الأمن المركزي إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع في قلب الميدان لإخلائه من المعتصمين. رد المعتصمون بالميدان بإلقاء بلاط الأرصفة الموجودة في أركان الميدان علي الجنود.. وكانت هناك عمليات "كر وفر" بين الجانبين يتخللها إطلاق مكثف للقنابل المسيلة للدموع مما أدي إلي إصابات كثيرة بحالات اختناق. وبعض الشباب أصيب أيضاً في الذراعين والساقين بالرصاص المطاطي. استمرت محاولات الشباب الذين أطاحوا بسيارة الأمن المركزي حتي نجحوا في إمالتها علي جانبها وأشعلوا فيها النار. قال أحد شهود العيان مهندس رفض ذكر اسمه : حضرت للميدان الساعة 10 صباحا وشاهدت محاولات رجال الشرطة لإزاحة المعتصمين وإخراجهم من الميدان عنوة وبالضرب مما استفز المعتصمين فبدأوا في إلقاء الحجارة علي الجنود وبالتالي انهالت علينا طلقات الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع. وأصيب الكثيرون بحالات اختناق. الغريب أنه في موقعة إشعال سيارة الأمن وجدنا أحد بائعي غزل البنات موجود وسط المئات وهو يحمل بضاعته. استفزت قوات الشرطة المواطنين عندما قامت بتكسير خيام مصابي الثورة وطردهم وإخلاء الميدان وإصابة اثنين بارتجاج في المخ وآخر في حالة خطرة.. فاستعان المتظاهرون بذويهم وأطلقوا رسالة علي "الفيس بوك" بعودة ضرب الشرطة لمتظاهري التحرير فامتلأ الميدان بالشباب. أكثر من 10 آلاف شاب من مختلف القوي السياسية في الميدان لمناصرة مصابي الثورة الذي هتفوا من أجل الحصول علي حقهم العلاج وعمل معاش لهم.