لم يكن مطلوبا من منتخب مصر وهو في هذه المرحلة الحديثة من تكوينه وإعداده الفوز علي منتخب البرازيل الجاهز بدنيا وفكريا ومهاريا.. ومع ذلك فإن الفريق المصري بتكوينه الجديد نجح في المحافظة علي صورته وتواجده أمام بطل العالم ليخرج خاسرا بهدفين فقط وهي أقل نتيجة دخلت مرمي الفريق المصري خلال المباريات الخمس السابقة باستثناء تعادل الدورة الأوليمبية بطوكيو 64 التي تعادلنا فيها مع البرازيل بهدف محمد شاهين لاعب المصري الأسبق. ومع ذلك ولأنها التجربة الأولي للمنتخب في ظل جهاز فني جديد يمكن أن تكون تجربة مرضية إلي حد كبير وبداية مبشرة لعودة الكرة المصرية أمام بعض الملاحظات التي خرجت بها من المباراة. * اهتم الفريق بالدفاع طوال الشوط الأول مع محاولة التركيز علي وسط الملعب الذي ازدحم بخمسة لاعبين ومع ذلك بدوا متفرقين لا هم شاركوا جيدا في الدفاع ولا ساندوا الهجوم أمام فريق منظم تخرج كل كرة من لاعب إلي زميله بالمقاس نتيجة التفاهم التام بين الجميع. * افتقد الفريق في الشوط الأول إلي اللاعب صانع الألعاب الذي يربط الدفاع بالهجوم رغم وجود لاعب موهوب مثل شيكابالا الذي بات أمره محيرا بين الأداء مع المنتخب والنادي ولم نر أي تسديدة لحسني عبدربه كما أخطأ المدير الفني الأمريكي باشراك أحمد المحمدي في الجهة اليسري وهو الذي تعود علي اللعب في الناحية اليمني فبدا حائرا وغير مفيد. * كانت المفاجأة إشراك الحارس أحمد الشناوي بدلا من الحضري وبذلك ضرب الفريق واتحاد الكرة أكثر من عصفور بحجر واحد وهي اكتساب حارس مرمي جديد له مستقبل طيب رغم الهدف الثاني الذي دخل مرماه بعدم إمساك الكرة وكذلك إرضاء نادي المريخ السوداني رغم اعتذار الحارس المصري تمهيدا لعودة اللاعب إلي ناديه. * كسب الفريق مجموعة من الوجوه الشابة التي انضمت للمنتخب لتكتمل صورة شبابية الفريق ككل والنزول بالأعمار إلي أقل من 25 سنة باستثناء البعض القليل أمثال وائل جمعة أحد نجوم المباراة.. وأحمد حسن الذي شارك مجاملة ليحصل علي لقب عميد العالم بال 187 مباراة التي وصل إليها وكانت لهذه الوجوه الجديدة تأثيرها الجيد في المباراة علي مدي الشوطين وأركز علي الشناوي ومحمد ناصف وأحمد حجازي وإبراهيم صلاح وأوكا الذين ظهروا للمرة الأولي بين صفوف الفريق الأول. * التغيير الذي أحدثه الجهاز الفني كان ضروريا لانعاش الفريق في الشوط الثاني بعد اشراك عبدالله السعيد ووليد سليمان وإبراهيم صلاح والجباس وأحمد حسن الذين ساهموا في انعاش الهجوم وكان من الممكن تحسين النتيجة حتي ولو باحراز هدف. ونخلص من ذلك ان التجربة بدت ناجحة بكل المقاييس وأن اختيارات الجهاز الجديد من أرض الواقع مع انضمام النجوم الكبار أمثال أبوتريكة وعمرو زكي وأحمد علي سوف تعود صورة منتخب افريقيا الذي عرفناه وتعود للكرة المصرية اسمها وسمعتها.