يبدو ان قادة السلطة الفلسطينية ما زالوا يعلقون الامال علي الادارة الامريكية لتحريك عملية السلام وتحقيق حلمهم في اقامة الدولة الفلسطينية. مع ان الحقيقة اصبحت واضحة وضوح الشمس وهي ان الادارة الامريكية لاتستطيع ان ترفض اي طلب لاسرائيل ولا تستطيع الضغط عليها. ولذلك تراجعت عن مطلبها الاول بوقف الاستيطان بالكامل وقبلت وقفه بشكل جزئي لمدة ثلاثة اشهر وبعد انتهاء المدة في 26 سبتمبر الماضي لم تجرؤ علي مطالبتها بتمديد وقف بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية. واضطرت في نهاية الامر الي الاعلان عن منح حوافز ومساعدات عسكرية لاسرائيل لكي تقبل بوقف الاستيطان ثلاثة اشهر اخري مع ان ذلك لا يشمل مدينة القدسالشرقيةالمحتلة. وبالطبع فان اعلان السلطة الفلسطينية رفض الربط بين تجميد الاستيطان وصفقة المساعدات الامنية الامريكية لاسرائيل من اجل العودة الي محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة. ما هو الا ذر للرماد في العيون .ومعناه ان السلطة ستقبل بوقف البناء لمدة ثلاثة اشهر اخري وتعود للتفاوض مع اسرائيل مع ان اسرائيل قد اقامت مئات الوحدات الاستيطانية خلال فترة توقف المحادثات وربما لا يجد وفد التفاوض الفلسطيني ما يتفاوض عليه حينما تستانف المفاوضات مرة اخري. ومن المؤكد ان الجري وراء المفاوضات باية طريقة كان سيعرض القضية الفلسطينية لكوارث ولابد ان تكون هناك حدود لايمكن التراجع عنها تحت اية ظروف والا سنجد السلطة الفلسطينية تعلن في نهاية الامر قبولها لاقامة الدولة الفلسطينية في غزة.