بدأت النيابة العامة بإشراف المستشار عبدالناصر التايب المحامي العام لنيابات شمال سيناء ظهر أمس التحقيق في واقعة تفجير خط الغاز بمنطقة المزار غرب مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء حيث قام فريق من أعضاء النيابة برئاسة محمد زكريا بالانتقال إلي المنطقة ومعاينة موقع التفجير. قررت النيابة انتداب فريق من الأدلة الجنائية وخبراء المفرقعات لجمع الأشلاء الناتجة عن التفجير وإرسالها إلي المعامل لبيان نوع المادة المستخدمة في التفجير والطريقة التي تم بها إضافة إلي انتداب لجنة من المهندسين والفنيين والخبراء من وزارة البترول وشركات الغاز لتحديد حجم الخسائر والتلفيات الناجمة عن تفجير أنبوب الغاز. كما طالبت إدارة البحث الجنائي بعمل تحرياتها حول ظروف وملابسات الواقعة. شهدت قرية المزار الواقعة بها الخط الذي تم تفجيره إجراءات أمنية مشددة وعمليات تمشيط واسعة حيث أكد قصاصو الأثر ان الجناة كانوا يستقلون سيارتي دفع رباعي وترجلوا من السيارتين ووضعوا المتفجرات علي الأنبوب بعد الحفر علي الخط لمسافة متر ونصف المتر أسفل الرمال حيث قام خبراء المعمل الجنائي والأدلة الجنائية بتصوير موقع التفجير بخط الغاز ورفع البصمات وفحص آثار الأقدام الموجودة بالمنطقة. أكدت مصادر بالمعمل انه تم رفع جميع الآثار بالاستعانة بأدلة الأثر من أبناء المنطقة المتخصصين في قص الأثر وتعقب الخطوات مشيرة إلي انه سيتم إعداد تقرير مفصل ورفعه إلي الجهات المعنية تمهيداً لاستكمال أقوال شهود العيان والاستدلال بعدد من أبناء المنطقة. من جانبه أكد اللواء عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء ان تعرض خط الغاز للتفجير للمرة السابعة باستخدام نفس الأسلوب مع تغيير الأماكن في كل مرة من عمليات التفجير حيث قام الملثمون المسلحون بمتابعة خط سير أنبوب الغاز ثم الحفر لمسافة متر ونصف المتر وتم إلصاق عبوات ناسفة لتفجير أنبوب خط الغاز بمنطقة المزار الواقعة غرب مدينة العريش والواصل بين محطتي النجاح والميدان مما أدي إلي اشتعال النيران في الأنبوب مشيراً إلي ان الاختلاف هنا في تفجير أنبوب الغاز وليس محطة غاز كما في المرات السابقة موضحاً انه ليس هناك حجم خسائر مالية بدرجة كبيرة وسوف يتم الاصلاح في أسرع وقت وعلي الفور. قال المحافظ إن هذه التفجيرات تهدف إلي زعزعة الاستقرار والأمن حيث انها لا تصدر من مصري محب لوطنه أو حريص علي مصلحة بلده لأنها تضر بأمن الوطن بالدرجة الأولي. موضحاً ان محافظة شمال سيناء تعتبر في مقدمة المتضررين نظراً لأنها مقبلة علي تنفيذ مشروع ات قومية كبيرة طال انتظارها وقد يؤدي ذلك إلي تأجيل تنفيذها. أشار إلي ان القيام بمثل هذه الأعمال يوثر بشكل مباشر علي الدخل القومي لمصر وخاصة علي وسط سيناء التي تعتمد في مشروعاتها التنموية "الصناعات الثقيلة" علي الغاز الطبيعي بالإضافة للمحطة البخارية بالعريش وكذلك أكثر من 5000 منزل بالمحافظة يعتمدون بشكل أساسي علي الغاز الطبيعي فحدوث مثل هذه التفجيرات يعوق إحداث تنمية حقيقية علي أرض سيناء. من جانبها قالت مصادر بالشركة المصرية للغازات الطبيعية "جاسكو" ان عملية اصلاح أنبوب الغاز ستبدأ بعد عملية تبريد وتنظيف الخط والذي يستغرق خمسة أيام. أضافت المصادر انه سيتم تجهيز المهمات المطيلوبة ووضع البرنامج التنفيذي للإصلاح وفقاً لما تم إقراره بالتعاون مع أساتذة كليات الهندسة مؤكداً ان الأنابيب يتم استيرادها من الخارج. أشارت المصادر إلي ان عملية اصلاح الخط تحتاج إلي أسبوع آخر. لتلافي الأعطال التي خلفتها عملية التفجير. أكد مصدر مسئول بالمحطة البخارية انه نظراً للاعتماد الأساسي للمحطة علي الغاز الطبيعي تم استبدال غاز المازوت كمصدر مغذ لتشغيل المحطة ولكنه ليس بنفس الجودة لكننا مضطرون لاستخدامه لعدم توقف المحطة عن العمل. أشار المسئول إلي انه خلال ساعتين تم الانتهاء من توصيل غاز "المازوت" إلي الأجهزة الالكترونية الخاصة بالمحطة. يذكر ان 7 من المسلحين يستقلون سيارتي دفع رباعي اثنين في سيارة وخمسة في الثانية قاموا بتفجير خط الغاز المؤدي إلي الأردن إسرائيل بمنطقة المزار غرب مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء المصرية. بحسب مصادر أمنية وشهود عيان فإن المسلحين الملثمين قاموا بوضع المتفجرات علي خط الغاز المؤدي إلي محطة الميدان بعد ان ترجلوا من السيارة وقاموا بالحفر علي الأنبوب لمسافة متر ونصف المتر تحت الأرض ووضع المواد المتفجرة عليه مما أدي إلي انفجارها وتصاعد ألسنة اللهب عنان السماء. مما سبب حالة من الرعب لدي قاطني المناطق المجاورة للخط وتركوا منازلهم وفروا هاربين من دون وقوع اصابات. أشارت مصادر بالشركة المصرية للغازات الطبيعية "جاسكو" المشغلة للخط انها سيطرت علي الحريق بعد نحو ست ساعات من التفجير وذلك بإغلاق المحابس الرئيسية المغذية للخط الذي تم استهدافه من الاتجاهين وذلك بمحطتي بئر العبد والميدان لمنع ارتداد الغاز بالخط. أكدت المصادر توقف امدادات الغاز إلي منازل مدينة العريش والمنطقة الصناعية بوسط سيناء ومحط توليد الكهرباء بالعريش وتوقف عملية التصدير. لفتت المصادر إلي ان المسلحين استهدفوا هذه المرة الأنبوب دون استهداف المحطات لوجود حراسة أمنية مشددة عليها وتزويدها بوسائل إنذار مبكر. يذكر انه سابع هجوم منذ فبراير الماضي يتعرض له هذا الخط الذي ينقل الغاز المصري إلي إسرائيل والأردن كا تم احباط عدد من محاولات الاعتداء عليه. تصدر مصر 43% من الغاز الطبيعي المستهلك إلي إسرائيل أي 7.1 مليار متر مكعب سنوياً حيث ان 40% من الكهرباء تنتج بواسطة الغاز المصري وبالإضافة إلي ذلك يغطي الغاز المصري 80% من حاجات الأردن في إنتاج الكهرباء أي 8.6 مليون متر مكعب من الغاز يومياً بشكل وسطي من مصر عبر الخط الغاز العربي وان الكمية المستوردة من مصر تستخدم في تشغيل محطة "دير علي" لتوليد الطاقة الكهربائية التي تقع في جنوبدمشق. شرعت الشركة المشغلة للخط "جاسكو" إلي الاستعانة بأبناء القبائل من بدو سيناء في حراسة الأنبوب والمحطات التابعة له بعد موافقة وزارة البترول ومحافظة شمال سيناء.