كان شعلة من النشاط يحمل بداخله طموح الشباب الذي ليس له حدود وفجأة وجد نفسه طريح الفراش لا يقدر علي الحركة أو حتي قضاء شئونه الضرورية. سقط كريم محمد يحيي 20 سنة من الطابق الثاني أثناء إصلاح "الدش" فأصيب بكسر بالفقرات أدي الي شلل رباعي باع الأب كل مايملك علي علاجه حتي ماكينة الخياطة التي كانت مصدر رزقه الوحيد أملا في أن يشفي ابنه ويسترد قدرته علي المشي ولكنه اكتشف أن مشوار علاجه طويل ونتائجه غير مضمونة. استسلم كريم لإرادة الله وأصبح كل أمله أن يشتري كرسياً متحركاً يخرجه من عزلته التي لم يعتدها ولكن والده لم يقدر علي تدبير ثمنه.. وكم كانت سعادته به عندما قمنا بتسليمه له قبل العيد مباشرة ليخرج لزملائه ويستعيدوا الذكريات معا. "رحمة" تعتمد علي نفسها رحمة سعداوي طفلة في الثامنة من عمرها جاءت إلي الدنيا مصابة بكيس بالعمود الفقري واستسقاء بالمخ لتدخل العمليات بعد أيام من ولادتها لاستئصال الكيس وتركيب صمام بالمخ. خرجت رحمة من هذه الجراحة مصابة بشلل كامل بالساقين مع فقدان للتحكم في عملية الاخراج. سعي والدها علي علاجها في حدود امكانياته البسيطة "أرزقي" حتي فقد البصر باحدي عينيه وفقد معه قدرته علي العمل فأصبح لا يقوي علي الانتظام فيه ليومين متتاليين بما يوفر قوت أسرته بالكاد. مضت السنون وكبرت رحمة وأصبح حملها مهمة شاقة له وزوجته فبعث إلينا بطلب تخفيف الحمل عنها بشراء كرسي متحرك فكان أفضل عيدية لابنته التي بدأت تعتمد علي نفسها لأول مرة. .. ومحمد يتحرر من الكرسي أما محمد سيد فقد تحرر من الكرسي المتحرك بالإرادة والعزيمة بعد أن أجري عدة عمليات جراحية بمعهد شلل الأطفال وانتظم سنوات علي العلاج الطبيعي التي استنفدت نفقاته كل امكانيات أسرته البسيطة. واصل محمد الجلسات في البيت باصرار حتي وقف علي قدميه لأول مرة وهو في الخامسة عشرة ولكن بمساعدة عكازين. في البداية وجد صعوبة بالغة في السير ولكن بمرور الوقت بدأ يتحرك بسهولة أكثر. تبرع محمد بالكرسي المتحرك الذي كان يستخدمه لأحد زملائه ولكنه عجز عن تدبير ثمن العكازين الذي يفوق طاقته لأنهما بامكانيات خاصة فبعث إلينا وبمجرد عرض طلبه علي فاعل خير من المتعاونين معنا تبرع له بثمنهما كاملا علي الفور.