باريس - "أ ش أ": كشف المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي عن قيام سلطات بلاده بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء بتزويد الثوار الليبيين بالاسلحة. وفقا لقوائم بهذه الاسلحة بحثها الليبيون مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.. وقال ليفي انه يشكف في كتابه بعنوان "حرب غير مرغوب فيها" الذي يطرح في المكتبات غدا الأربعاء. عن الطريقة التي استطاع بها إقناع ساركوزي بالمشاركة في النزاع الليبي علي المستوي الدبلوماسي أولا ثم علي المستوي العسكري. وأضاف أنه "ليفي" التقي ومصطفي عبد الجليل المسئول في المجلس الانتقالي يوم 5 مارس الماضي في بنغازي. وعرض عليه ان يسلم رسائل الي ساركوزي ويبعث وفدا من الثوار الي باريس.. وتم استقبال وفد الليبيين في قصر الاليزيه يوم 10 مارس الماضي.. واعلنت فرنسا بعد تلك المحادثات انها تعترف بالمجلس الانتقالي رسميا. ويقول ليفي ان فرنسا قدمت المساعدة العسكرية الملموسة لليبيين.. وابلغ ليفي ساركوزي في اواخر مارس انه اقنع رئيس اللجنة التنفيذية في المجلس الانتقالي محمود جبريل بالوصول السريع للاسلحة الفرنسية والمدربين الفرنسيين. ودار الحديث حول المساعدة العسكرية ايضا خلال زيارة سرية قام بها لباريس عبد الفتاح يونس القائد الاعلي لقوات المجلس الانتقالي الذي اغتيل يوم 28 يوليو. وقال المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي ان الرئيس الفرنسي ذكر خلال لقائه بيونس وغيره من العسكريين الليبيين مسألة توريد الاسلحة الي ليبيا عن طريق قطر..كما انه تطرق الي وجود المدربين الفرنسيين في ليبيا .. وسأل ساركوزي ايضا عما يحتاج اليه الليبيون من المساعدات العسكرية وسلمه هؤلاء قائمة تضم 100 عربة مدرعة قادرة علي السير في الاراضي الوعرة برشاشات عيار 7ر12 مم و5ر14 مم علي ظهرها. ووسائل الاتصال بما فيها 200 جهاز لاسلكي محمول و2-3 محطات لصيانتها و100 سيارة بيكاب و700 800 قاذفة صاروخية للقنابل "ار بي جي" وألف رشاش كلاشينكوف و5 منظومات صاروخية مضادة للدبابات من طراز "ميلان". أضاف أنه بعد ذلك التقي يونس في باريس بممثل شركة "بانار" الدفاعية الفرنسية المتخصصة في توريد المدرعات. وأسفر اللقاء عن الاتفاق علي توريد المعدات الحربية في أسرع وقت. علما ان الصفقة تعتبر مجانية. وأشار ليفي نقلا عن تصريح ادلي به الرئيس الفرنسي. الي ان الثوار الذين كانوا يحاربون القوات الحكومية في منطقة جبال نافوسا قد تسلموا كميات كبيرة من الاسلحة. وذلك عن طريق دول صديقة لهم. ولم تمر اسابيع حتي أوصل ليفي الي قصر الاليزيه مجموعة من العسكريين من مصراتة المسيطر عليها من قبل الثوار. وتلقي هؤلاء ايضا تعهدات علي مستوي عال بتوريد اسلحة اليهم. أعلن مصدر تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا بدء حملة لإزالة الذخائر والألغام التي لم تنفجر خصوصا في مدينتي سرت وبني وليد حيث لايزال مدنيون يسقطون أو يجرحون بسبب إنفجارها. وحذرت اللجنة. في بيان لها من أن هذه الذخائر تطرح تهديدا جديا علي المدنيين الذين يريدون العودة إلي دياهم. وقام الصليب الأحمر الدولي منذ شهر مارس الماضي بإزالة حوالي 1400 ذخيرة وقنبلة وقذيفة هاون وصاروخ ومتفجرات أخري في كافة أنحاء ليبيا. وبحسب البيان. قال جي مارو الخبير في الصليب الأحمر: "لقد سقط ضحايا في مدينة سرت الليبية بينهم فتاة في الثامنة فقدت ذراعها أثناء اللهو بعبوة ناسفة . وفي مدينة زليتن غرب مصراتة أشير إلي سقوط ثلاثين ضحية حتي الآن".. وأضاف المسئول الدولي أنه تم تدريب أكثر من مائة موظف في الهلال الأحمر الليبي للمساهمة في توعية السكان المحليين بمخاطر العبث بالأسلحة والذخائر والألغام. وبحسب الصليب الأحمر. فإن إزالة العبوات غير المنفجرة في المناطق التي تنتشر فيها بكثرة في ليبيا يستلزم وقتا وموارد وجهودا من الأسرة الدولية.