الوسيلةالوحيدة التي ظل مصطفي نصر- أديب الاسكندرية الكبير- يتواصل مع الحياة الثقافية. هي الورقة والقلم.. ولم يضع في حسبانه يوماً ان الإبداع والفكر والعلم مضطهد في وطننا- وأن الجهلاء والحمقي واللصوص هم الذين يسودون ويحكمون ويستشرون كالوباء في كل مكان!! لم يتزحزح إيمان مصطفي نصر بقيمة الكلمة. وظل قابضاً علي قلمه الفياض بالابداع القصصي والروائي. ولم ينتظر تكريماً من أحد.. حتي انتبه أدباء الاسكندرية. من خلال فرع اتحاد الكتاب هناك. إلي حتمية ان يكرم هذا الرجل. وأن يقال له شكراً لأنك نموذج للمبدع الفذ. والإنسان الخلوق. والرجل المتحضر.. وإذا كان هذا التكريم لا يترجم إلي عائد مادي. فيكفي أنه اعتراف بقيمة المبدع الرائد. وكذلك بمبدعة رائدة وشاعرة معطاءة علي مدي نصف قرن هي عزيزة كاطو.. فكان اختيار مجلس ادارة الفرع "د. محمد زكريا عناني وأحمد مبارك ومحمد الفخراني ومحمد نظمي ود. محمد عبدالحميد" لهذا الثنائي الراقي تكريماً لكل مبدع حقيقي. وكل قيمة رائعة في حياتنا. فرع الاتحاد والذي أقام مؤتمراً لليوم الواحد. بغرض تكريم الأديبين الكبيرين. فتح طاقة نور لتكريم مبدعين آخرين رواد. بلغ أكثرهم السبعين عاما. ومنهم محمد طعيمة ود. محمد زكريا عناني وفؤاد طمان وشوقي بدر يوسف وعبدالله هاشم وصبري أبوعلم ومحمد عبدالله عيسي وغيرهم من القامات العالية في الثغر الجميل. المؤتمر الذي شارك في جلسته الافتتاحية بكلمات له د. جمال التلاوي نائب رئيس اتحاد الكتاب ود. صلاح الراوي أمين صندوق الاتحاد. حمل عنوان "الاسكندرية شاعرة وساردة" وضم عدة جلسات شملت الأولي أربعة أبحاث عن عزيزة كاطو ألقاها عاطف الحداد ومحمود عبدالصمد وعزة رشاد وجابر بسيوني. وأدارها أحمد مبارك. والجلسة الثانية. أربعة أبحاث عن مصطفي نصر. للباحثين: محمد الفخراني ومحمد عباس وانتصار عبدالمنعم ومحمد عطية. وأدارها محمد نظمي. والجلسة الثالثة من أعمال نصر تضمنت ثلاثة أبحاث لشوقي بدر يوسف وعبدالفتاح مرسي ومحمد عبدالوارث. وأدارها محمد عبدالحميد. وكانت الجلسة البحثية الأخيرة عن كاطو. ألقيت فيها أبحاثا لهالة فهمي وصبري أبوعلم وناجي عبداللطيف وأدارها محمد طعيمة. وكان مقرراً ان يشارك في هذه الجلسة أحمد فراج لكنه اعتذر لسفره إلي القاهرة. اختتم المؤتمر بجلسة شهادات ألقاها هدي عبدالغني وأحمد حميدة ومحمد حمدي وأدارتها سهير شكري. وكذلك أمسية شعرية لمبدعي الاسكندرية من كل الأجيال. علي هامش المؤتمر أثيرت قضيتان مهمتان بالنسبة لأعضاء اتحاد الكتاب: الأولي هي ميزانيات الفروع التي تخصص للانفاق علي الأنشطة وعلي المقار. كالفروع الستة في الأقاليم تحصل علي ميزانيات متساوية علي الرغم من ان أعداد الأعضاء في كل فرع تتفاوت عن غيره.. وهي في الاسكندرية تساوي أعداد ثلاثة فروع أخري. وقد تجاوز عدد أدباء الاسكندرية الأعضاء مائتي أديب. ولهم جميعا حقوق في الأنشطة والخدمات وحقوق في مقر يناسب عددهم. وقد تساءل الأدباء كيف نحصل علي مبلغ يحصل عليه فرع لا يتجاوز أعضاؤه خمسين أديباً مثلا؟! فلابد ان تتناسب الميزانيات مع عدد العضويات وهذا هو العدل- كما يقول الأدباء- فتصبح الفروع شرائح ثلاثة في الانفاق عليها. القضية الثانية التي أثارها الأدباء بإلحاح علي هامش مؤتمرهم هي "فريضة الحج" التي توفرها كل نقابات مصر لأعضائها. بمصروفات مدعمة منها. وفي استطاعة كل كبار السن ان يحتملوها.. لكن هذه الخدمة- كما تذكر هدي عبدالغني- لا يقدمها الاتحاد حتي الآن.. ويمكن ان يخصص الاتحاد عشر فرص للحج أو أكثر بشروط ميسرة. بأن يدفع العضو مثلا نصف النفقات. وأن يضع الاتحاد الضوابط لهذا الحق الذي قد يظل حلماً بعيداً للكثيرين من شيوخ الأدباء!!