أخيراً خرج القضاة والمحامون "ايد واحدة" بعد أكثر من أسبوعين من الهجوم المتبادل بين جناحي العدالة فقد انتهت الأزمة بالصلح الذي تم بين الجانبين خلال اللقاء الذي عقد بمكتب د. عصام شرف رئيس الوزراء بمشاركة المستشار حسام الغرياني رئيس المجلس الأعلي للقضاء وعدد من شيوخ وشباب المحامين منهم منتصر الزيات المرشح لمنصب نقيب المحامين وحمدي خليفة نقيب المحامين السابق ومرتضي منصور وربيع الملواني وحسين أبوعيسي وأحمد سعيد بجانب محمد طوسون رئيس لجنة الشريعة بالنقابة والمستشار محمد الجندي وزير العدل. كانت "المساء" قد انفردت أمس باقتراب انتهاء أزمة جناحي العدالة وأن هناك صلحاً بين الطرفين برعاية د. عصام شرف. رحب القضاة والمحامون بانتهاء الأزمة. مؤكدين أن المحاكم ستبدأ عملها من اليوم. قال منتصر الزيات إن الجميع اتفقوا علي ضرورة وجود الاحترام المتبادل بين القضاة والمحامين ونقابة المحامين ووقف التصريحات العدائية بين الطرفين وإعلاء مصلحة الوطن فوق الجميع من أجل الحفاظ علي الأمن والاستقرار والقضاء علي محاولات تخريب مرفق العدالة. مشيراً إلي أن جميع المشاركين في اللقاء كان لديهم وعي شديد بأهمية انهاء الأزمة من أجل عودة الحياة للمحاكم وتهدئة الأمور للقضاة لتمكينهم من الإشراف علي الانتخابات البرلمانية. أضاف ان المحامين حريصون علي احترام القضاة والقضاء ولم يقصدوا أبداً زعزعة صورة القضاة أمام الرأي العام. وجه الزيات الشكر للدكتور عصام شرف صاحب مبادرة الصلح. مشيراً إلي أن المحامين والقضاة يقدرون المبادرة. استنكر الزيات عدم تدخل أية من قيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لحل الأزمة. مشيراً إلي أن المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاء قام بتعويض المستشار الغرياني لإنهاء الأزمة. قال المستشار جابر خليل رئيس نادي قضاة كفر الشيخ انه "سعيد" للغاية بانتهاء الأزمة وعودة القضاة لأعمالهم في المحاكم للحفاظ علي مصالح المواطنين. مشيراً إلي أن انتهاء الأزمة يحفظ الشكل العام للقضاء. أشار إلي أنه لم يكن يجد أي ضرورة لاستعجال إصدار قانون السلطة القضائية وانه يوافق علي تأجيل إصدار القانون لحين تشكيل البرلجان الجديد خاصة ان هيبة القضاء محفوظة وعلاقة القضاة بالمحامين جيدة للغاية. وبمقر مجلس الوزراء قال المستشار مرتضي منصور إن هناك أطرافاً تحاول إشعال الفتنة وانه خلال الأسبوعين القادمين ومن خلال لجنة تقصي الحقائق سيتم كشف الأيادي الخفية التي تثير الأزمات واتهم مرتضي منصور حركة 6 أبريل بإشعال نار الفتنة وأن هناك جهات تمويل تسعي إلي تخريب مصر وهناك جمعيات تتلقي تمويلا من الخارج وهذا ما سيتم كشفه خلال الأيام القليلة القادمة. صرح السفير محمد حجازي المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء بأنه بدعوة من د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء تم عقد اجتماع مشترك ضم حسام الغرياني رئيس مجلس القضاء الأعلي ونخبة من المحامين حيث عبر المجتمعون عن تقديرهم للظروف الاستثنائية الراهنة والتي تمر بها البلاد وتفهمهم الكامل لمخاطر المرحلة وتحدياتها وما تستلزمه من تضافر الجهود للعبور بمصر نحو الهدف الأسمي لثورتها العظيمة وهو تحقيق الديمقراطية وإقامة دولة القانون وتأسيس مجتمع مدني ناهض يضع مصر في مكانتها المستحقة بين الأمم. أضاف المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء بأنه تباحث المجتمعون حول الأزمة الراهنة والتي ثارت حول بعض بنود يسوده مشروع السلطة القضائية وهالهم ما اتبعه البعض من وسائل غير مألوفة في التعبير عن مواقفهم وآرائهم وهو ما رفضه المجتمعون بشدة إدراكا منهم بأن قدسية القضاء واحترام مهنة المحاماة ومهابتها هي في حد ذاتها إعلاء لشأن مجتمع القانون الذي هو هدف مشترك للقضاة والمحامين علي حد سواء بوصفهم جناحي العدالة الجالس والواقف. عبر المجتمعون علي ضرورة اتخاذ السلطات الأمنية التدابير اللازمة لتأمين دور المحاكم بشكل واضح وملموس لا سيما بعدما تعرضت له وبعد ما شهدته الفترة الأخيرة من تجاوزات سابقة من بعض المتقاضين وذويهم أيضاً واعتدائهم علي دور المحاكم والمنصة مما أعاق سير العدالة وتوصلوا إلي ضرورة إنشاء شرطة متخصصة لتأمين دور المحاكم وضمان سير العمل فيها وتنفيذ الأحكام علي وجه السرعة. كما وافق المجتمعون علي ضرورة التحقيق في الأحداث الأخيرة لتحديد أسباب الأزمة والمحرضين عليها ومساءلة المخطئين. أكد المجتمعون أهمية توحيد الصفوف لإنجاح العملية الانتخابية في ظل تربص العديد من القوي الداخلية والخارجية بمصرنا الحبيبة لوأد تجربتها التاريخية في التحول الديمقراطي. أهاب المجتمعون بجهات الأمن والتحقيق في سرعة الكشف عن الأشخاص الذين يعملون علي أن تعم الفوضي والشقاق أرجاء البلاد ليعرفهم الشعب وليضربهم القضاء بيد من حديد.