فرط فريق الأهلي في فوز كان مستحقاً علي فريق النجمة اللبناني وحقق تعادلاً سلبياً في البطولة العربية وأصبح مطالباً بتصحيح أخطائه في لقاء العودة يوم 27 سبتمبر حتي يتمكن من تخطي دور ال 32 للبطولة. جاء هذا التعادل بطعم الهزيمة للأحمر الذي سيطر تماماً علي أحداث اللقاء ولكنها جاءت سيطرة سلبية بدون أهداف. في حين جاءت النتيجة بطعم الفوز للفريق اللبناني الذي احتفل لاعبوه بحصولهم علي نقطة غالية أمام الأهلي وتبادلوا التهاني سوياً ووضحت الحالة المعنوية أنها ارتفعت إلي عنان السماء عندهم. فشل كارتيرون المدير الفني للأهلي في التدخل واكتفي بالفرجة مكتفياً بالسيطرة الميدانية لفريقه وحتي تغييراته جاءت مثيرة للجدل فهي إما متأخرة مثلما حدث مع صلاح محسن الذي أشركه في الدقائق الأخيرة وإما غير مجدية حيث لم يقم بزيادة الكثافة العددية الهجومية في الوقت الذي اعتمد فيه علي الكرات العرضية وهو ما حرم الأهلي من أن يترجم هجماته إلي أهداف. أما بالنسبة للفريق اللبناني. فقد كان جهازه الفني أكثر ذكاءً. حيث تعاملوا مع المباراة بمنتهي الواقعية ولجأوا إلي تأمين دفاعاتهم والتكتل في الثلث الأخير تاركين باقي الملعب للأهلي.. ونجحوا بالفعل في التصدي لكل هجمات الأهلي حتي انتهت المباراة. الشوط الأول وضح تماماً أن الشوط الأول هو شوط من جانب الأهلي فقط.. فلم يكن لفريق النجمة اللبناني أي وجود وغاب تماماً عن نجريات اللقاء باستثناء الدقائق العشر الأولي التي حاول فيها أن يعلن عن وجوده أمام الأهلي. ولكنه سرعان ما استوعب الموقف وفطن جهازه الفني ولاعبوه إلي فارق الخبرات والإمكانات فعادوا إلي منتصف ملعبه. معتمدين علي التأمين الدفاعي والتكتل أمام منطقة الجزاء علي أمل إنهاء المباراة بالتعادل والخروج بنقطة تكون بمثابة إنجاز كبير تمنحه ثقة قبل لقاء العودة علي أرضه. استحواذ الأهلي جاء مثالياً حيث تجاوز نسبة ال 75% وفرض أحمد فتحي وحسام عاشور كلمتهما علي منتصف الملعب تماماً وضغط لاعبو الأهلي من الأمام وكان للثنائي وليد سليمان ومحمد هاني تأثيراً كبيراً في بناء الهجمات الخطرة. شهد هذا الشوط ضياع ثلاث فرص مؤكدة للأهلي علي مرمي النجمة الذي كان حارس مرماه عباس حسن أبرز لاعبيه ونجح في إنقاذ مرماه أكثر من مرة من كرات خطرة. لم ينقص الأهلي في الشوط بشكل عام سوي التوفيق وإحراز هدف. خاصة أن مرور الوقت لصالح فريق النجمة الذي لا شك سيكتسب الثقة تدريجياً. وضح حاجة الأهلي رغم تفوقه إلي تدخل كارتيرون المدير الفني بإحداث تغيير في تشكيل الفريق وزيادة القوة الهجومية. فيما يمكن أن يسمي بالمغامرة المحسوبة حيث وضح عدم حاجة الأهلي للعب بثنائي في المنتصف والإكتفاء بلاعب فقط سواء أحمد فتحي أو عاشور وأن يلعب بفتحي في الجبهة اليمني ويتم الدفع بمهاجم آخر لزيادة القوة الهجومية في ظل الانكماش والتراجع للفريق اللبناني حيث يحتاج الأهلي بلا شك للفوز وبأكبر عدد من الأهداف حتي لا تمثل المباريات الخارجية ضغطاً بالنسبة له. وأيضاً وضح إمكانية أن يجري كارتيرون تنشيطاً للهجوم بخروج مؤمن زكريا الذي مازال يحتاج للوقت حتي يستعيد مستواه وأن يدفع علي سبيل المثال بصلاح محسن وكاد زكريا أن يسجل هدفاً للأهلي من انفراد تام بالمرمي لكنه سدد الكرة بعيدة عن الشباك. كما سدد أحمد فتحي كرة قوية كادت أن تسكن الشباك لكن عباس حسن حارس المرمي حولها إلي ضربة ركنية. في حين تعاطف القائم أيضاً مع عباس وتصدي لتسديدة وليد سليمان من ضربة حرة مباشرة. الشوط الثاني "حاول الأهلي ولكن فشل" نعم فقد استمرت السيطرة الميدانية بل زادت أمام لاعبي الأهلي وكلما مر الوقت حاولوا أكثر ولكنها للأسف محاولات باءت بالفشل جميعها. وربما يرجع هذا الفشل إلي لجوء كارتيرون المدير الفني للاعتماد علي الكرات العرضية من الأطراف وهو ما يتطلب الدفع بأكبر عدد من اللاعبين هجومياً داخل ال 18 حتي يتمكن أحدهم من التسجيل وهو ما لم نره. بالإضافة إلي عدم لجوء الأهلي إلي تنويع هجماته لإرباك دفاعات النجمة اللبناني ومن ثم اقتناص فرصة للتهديف. نجح دفاع النجمة في أن يتصدي لسيل الهجمات الحمراء التي بدأها مؤمن زكريا بتسديدة قوية مرت بجوار القائم وأكثر من تسديدة لأحمد فتحي ومحاولات لمروان محسن ووليد سليمان الذين تسابقوا في إهدار الفرص. يدفع كارتيرون بميدو جابر بدلاً من مؤمن زكريا ويلعب أحمد حمودي بدلاً من أحمد حمدي وفي الدقائق الأخيرة دفع بصلاح محسن واستمر الضغط الأهلاوي لشن الهجمات ولكن دون جدوي حتي أطلق الحكم صافرة النهاية.