أنهت إثيوبيا وإريتريا حالة الحرب بينهما التي تدوم منذ 1998. وأعلن البلدان في بيان مشترك تم توقيعه بين الجانبين بعد لقاء تاريخي بين رئيس الحكومة الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإريتري إيسايس أفورقي في أسمرة عن اتفاق للسلام. وذلك بعد عشرين عاما من إعلان الحرب بين إثيوبيا وإريتريا حول مناطق حدودية. أعلن وزير الإعلام الإريتري يماني جبر ميسكيل. أن "حالة الحرب التي كانت قائمة بين البلدين انتهت. لقد بدأ عصر جديد من السلام والصداقة". وأضاف أن "البلدين سيعملان معا لتشجيع تعاون وثيق في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية". وتابع أن الاتفاق وقعه رئيس حكومة إثيوبيا ورئيس إريتريا في أسمرة.. ويأتي ذلك بعدما أعلن أفورقي وآبي أحمد عن إعادة فتح السفارات والحدود بينهما بعد عقود من حرب باردة بين البلدين الجارين في القرن الإفريقي. وقال آبي "اتفقنا علي بدء تشغيل خط الطيران وفتح الموانئ لكي يتمكن المواطنون من التنقل بين البلدين وإعادة فتح السفارات". وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي "سنهدم الجدار وسنبني بالمحبة جسرا بين البلدين". وجاء الإعلان ليتوج أسابيع من تطورات سريعة للتقارب بين البلدين باشرها رئيس الوزراء الإثيوبي وأفضت إلي زيارته للعاصمة الإريترية ولقائه رئيس البلاد. وبدأ التقارب بين البلدين حين أعلن آبي أن إثيوبيا ستنسحب من بلدة بادمي وغيرها من المناطق الحدودية الخلافية. تنفيذا لقرار أصدرته العام 2002 لجنة تدعمها الأممالمتحدة حول ترسيم الحدود بين البلدين. وكان رفض إثيوبيا تنفيذ القرار أدي إلي حرب باردة استمرت سنوات بين البلدين الجارين. ومن شأن عودة العلاقات الدبلوماسية والتجارية بعد سنوات من الانفصال أن تفيد البلدين ومنطقة القرن الأفريقي الفقيرة والتي تشهد نزاعات. وتعد العلاقات بين أثيوبيا وإريتريا مقطوعة منذ أن دخل البلدان نزاعا حدوديا استمر من 1998 حتي2000 وأسفر عن سقوط نحو 80 ألف قتيل. وفي 1993 أعلنت إريتريا. التي كانت منفذ إثيوبيا علي البحر بميناءيها عصب ومصوع. استقلالها بعدما طردت القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود. ومنذ ذلك الوقت أصبحت إثيوبيا البالغ عدد سكانها أكثر من 100مليون نسمة بلدا من دون منفذ بحري. ما دفعها إلي اعتماد جيبوتي منفذا بحريا لصادراتها. وسيسمح فتح مرافئ إريتريا أمام إثيوبيا بوفر اقتصادي للبلدين. كما سيشكل تحديا للهيمنة المتزايدة لجيبوتي التي استفادت من استيراد وتصدير البضائع من وإلي إثيوبيا. كذلك فإن فتح الحدود سيسمح بالتقاء الشعبين المترابطين تاريخيا وعرقيا ولغويا. ورحب قادة المنطقة بجهود السلام حيث قال رئيس رواندا بول كاغامي متوجها إلي آبي وإيسايس "نتقدم إليكما بالتهنئة ونقف إلي جانبكما". كما هنأ الرئيس الكيني أوهورو كينياتا. أبي وإيسياس علي "اختيارهما طريق الحوار وبدء رحلة الصداقة".