وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم . عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية فأجاب بالآتي : * ما حكم الاستراحة بين كل ترويحتين؟ ** التراويح جمع ترويحة. أي استراحة. من الراحة وهي زوال المشقة والتعب. والترويحة في الأصل اسم للجلسة مطلقة. وسميت الجلسة التي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان بالترويحة للاستراحة. ثم سميت كل أربع ركعات ترويحة مجازًا. وسميت هذه الصلاة بالتراويح لأنهم كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون بعد كل أربع ركعات للاستراحةوقد اتفق الفقهاء علي مشروعيتهالأنه المتوارث عن السلف. فقد كانوا يطيلون القيام في التراويح ويجلس الإمام والمأمومون بعد كل أربع ركعات للاستراحة. وقال الحنفية: يندب الانتظار بين كل ترويحتين. ويكون قدر ترويحة. ويُشغَل هذا الانتظار بالسكوت أو الصلاة فرادي أو القراءة أو التسبيح. * ما حكم تسييد النبي صلي الله عليه وآله وسلم في الأذان والتشهد والإقامة؟ وما حكم الصلاة علي النبي بعد الأذان؟ ** ذهب جمهور العلماء والمحققون من أتباع المذاهب الفقهية المعتمدة إلي استحباب اقتران اسمه الشريف صلي الله عليه وآله وسلم بالسيادة في الأذان والإقامة والصلاة» إذ لا فرق في ذلك بين النداء والذِّكْر. ولا بين داخل الصلاة وخارجها. بل مراعاة الأدب معه صلي الله عليه وآله وسلم في النداء والصلاة أولي. وهذا ما عليه الفتوي» فالأدب مقدم دائمًا معه عليه الصلاة والسلام. وهناك من الفقهاء من قدّم الاتباع» بالالتزام بما ورد عنه صلي الله عليه وآله وسلم من صيغة ليس فيها ذكر لفظ السيادة. وما دام في المسألة خلاف. فالأمر فيها واسع. والتنازعُ مِن أجل ذلك لا يرضاه الله تعالي ولا رسوله الكريم. أما الصلاة علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم بعد الأذان فسنةى ثابتةى في الأحاديث الصحيحة. ورد الأمر بها علي إطلاقه. ولم يأت نص يوجب الجهر أو الإسرار بها. وإذا شرع الله سبحانه وتعالي أمرًا علي جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثر من وجه فإنه يؤخذ علي إطلاقه وسعته. ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل. وخير ما يقال في هذا المقام هو ترك الناس علي سجاياهم» فمن شاء صلي بما شاء كما شاء. ومن شاء ترك الجهر أو اقتصر علي الصيغة التي يريدها. والعبرة في ذلك حيث يجد المسلم قلبه. وليس لأحد أن ينكر علي أحد في مثل ذلك ما دام الأمر فيه واسعًا. * هل الاعتكاف فرضى أمْ سنة؟ وهل يعتكف في المسجد الجامع أم في المسجد الذي بجوار البيت. ويصلي مع ذلك صلاة الجمعة في هذا المسجد الذي في جانب البيت؟ ** الاعتكاف مستحبّى شرعًا. ولا يكون واجبًا إلا بالنذر. ولا يلزم بالشروع فيه إلا عند المالكية. ويجوز أن يكون في أيِّ مسجدي ولو بجوار البيت. والسنة اعتكاف العشر الأواخر من رمضان» تأسيًا بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم في ذلك. وأقل مدَّةي للاعتكاف هي أقل ما يُطْلَقُ عليه اسم الاعتكاف عُرْفًا. حتي إنه يجوز للمصلِّي إذا دخل المسجد أن ينوي الاعتكاف مهما كان مكثه فيه ليحصل له ثوابه. ويجوز أن يعتكف المسلم شهرًا لو أراد. بشرط ألا يضيع واجباته الدينية أو الدنيوية. * ما عدد السنين التي صامها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم؟ ** صام رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم تسع سنين» قال الإمام النووي: صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رَمَضَانَ تِسْعَ سِنِينَ» لِأَنَّهُ فُرِضَ فِي شَعْبَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِن الْهِجْرَةِ. وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَبِيعي الْأَوَّلِ سَنَةَ إحْدَي عَشْرَةَ مِن الْهِجْرَةِ.. والله سبحانه وتعالي أعلم.