تمتلئ المساجد عن بكرة أبيها, وبعد انتهاء الصلاة تبدأ صلاة التراويح التي يقول فيها الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن صلاة التراويح هي راحة للبدن في شهر رمضان. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه أخرجه الشيخان( البخاري ومسلم) وأقر أئمة العلم المراد قام رمضان أي أحيا لياليه بالعبادة أو التراويح فيها, والتراويح: جمع ترويحة, أي: ترويحة للنفس, استراحة من الراحة وهي زوال المشقة والتعب, وسميت هذه الصلاة بالتراويح لأنهم كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون بعد كل أربع ركعات للاستراحة, كما أن صلاة التراويح هي قيام شهر رمضان بعد صلاة العشاء, مثني مثني, علي اختلاف بين الفقهاء في عدد ركعاتها, واتفق الفقهاء علي سنية صلاة التراويح, للرجال والنساء, وذهب الجمهور من الحنفية والحنابلة وبعض المالكية إلي أنها سنة مؤكدة. ويقول الداعية إبراهيم حافظ محمد من علماء الأزهر, إن من خصوصيات شهر رمضان قيام الليل أو صلاة التراويح, قال تعالي: ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا, نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا المزمل, وقد سميت بصلاة التراويح لأن السلف رضوان الله عليهم كانوا يطيلون القيام وتلاوة القرآن, ولذا كانوا يستريحون كل أربع ركعات, ويجلسون جلسة راحة يشغلونها بالذكر أو الدرس, وقد كان أهل مكة يطوفون بالكعبة بين كل ترويحتين, وقد سنها رسول الله صلي الله عليه وسلم حين خرج ليلة من الليالي في رمضان, فصلي في المسجد وصلي بصلاته من علم بوجوده, وفي الليلة التالية اجتمع ناس يرجون خروجه للصلاة خلفه, فلم يخرج صلي الله عليه وسلم, ولما سئل عن ذلك قال صلي الله عليه وسلم- إني خشيت أن تفرض عليكم, ثم صلي الناس في جماعات متفرقة كل خلف إمام حتي جمعهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب علي الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه- واستحسن هذا العمل, ومن ثمار قيام الليل الشفاء والعافية, قال صلي الله عليه وسلم, عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسدس, قال الحسن رضي الله عنه: من أحسن في الليل كوفئ بالنهار ولا يعقل أن جسدا بات ساجدا راكعا وقلبا استشعر نور الله في ليله أن يعصي الله في نهاره, وقال الإمام الخواص: دواء القلب خمسة هي: قراءة القرآن بالتدبر- خلاء البطن- قيام الليل- التفرغ عند السحر- مجالسة الصالحين, وتقول الدكتورة اعتماد عبدالصادق عفيفي الفار أستاذ الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر إذا كان الله سبحانه وتعالي قد جعل صيام نهار رمضان فريضة فقد جعل قيام ليله تطوعا, كما وجهنا المصطفي صلي الله عليه وسلم في قوله فرض صيام مضان وسننت قيامه ولهذا كان صلي الله عليه وسلم يرغب أصحابه في قيام رمضان.