* في البداية يعرف جميع المتخصصين أن كعكة الاعلانات التي تمثل المصدر الرئيسي للدخل في مجال الإعلام سواء صحافة أو تليفزيون أو غيره في مصر هي كعكة متواضعة للغاية وتصل في أقصي ذروتها الي نصف مليار جنيه وهو مبلغ قد تدفعه إحدي الشركات العالمية للإعلان عن منتج واحد حلال أسابيع وليس في سنة بكاملها. * ومع ذلك فان هناك عشرات أو مئات القنوات الفضائية التي تتنافس علي هذه الكعكة وكل منها ينال بعض الفتات الذي لا يكفي حتي أجور العاملين فيها ومن المتوقع حسب العديد من الأراء ان تتهاوي قنوات فضائية وتعلن غلق أبوابها او انسحابها من البث وقد حدث ذلك كثيرا ولن تتبقي سوي القنوات التي تعتمد علي التمويل الذاتي من اعلانات اصحابها أو تلك التي تتلقي دعما بهدف سياسي أو لاداء مهام أخري.. بالاضافة الي القنوات التي تستطيع فعلا جذب المشاهد ولها خطط اعلامية احترافية. * ولكن هناك من يتوقعون ان تزيد كعكة الاعلانات بعد مرحلة الاستقرار وتنامي المشروعات الانمائية في مصر ودخول مزيد من المستثمرين الي الأسواق المصرية ووقتها فقط سيتم ضخ مزيد من الاعلانات الي عالم الإعلام أو لنقل ما تبقي أو صمد منه في هذه الأزمة واستطاع ان يحترف العمل الإعلامي واستطاع ان يجذب المزيد من المتعاملين أو المتعاطين له. * ولكن الأهم ان الشركات العالمية التي تضع جزءا كبيراً من ميزانياتها للدعاية والإعلان في وسائل الإعلام هي شركات ذكية وتستخدم في نفس الوقت خبراء يحددون لها مواقع اعلاناتها فهي لا تدفع الملايين علي سبيل الهبة أو المساندة أو الضغط ولكنها تضع اعلاناتها في المكان اللائق الذي يتدفق عليه ملايين المشاهدين.. تضع اعلاناتها في المكان المناسب الذي يرفع مكانتها ويجلب لها زبائن جدد ويصل الي شرائحه المستهدفة بشكل دائم وواسع. * واتصور ان أكبر تهديد لاحلام زيادة الاعلانات بعد زيادة الاستثمار لن يكون عدد الصحف وعدد الفضائيات والقنوات ولكنه المارد الجديد الذي بات يتصدر المشهد الآن لدي الشركات العملاقة التي لن تفكر حتي في القاء الفتات للمحطات الفضائية الا وهي المواقع الالكترونية العملاقة علي الشبكة العنكبوتية فقد باتت الشركات العملاقة غير قانعة أو مقتنعة بالمواقع الالكترونية لكبريات الصحف رغم ما تعرضه من مغريات وأصبح خبراؤها في مجال الاعلان يفضلون الآن المواقع الأكثر تأثيرا وأكثر زيادة وهي في نفس الوقت الأرخص سعرا والأكثر دقة استهداف عملائها بقدرة كبيرة وفاعلية أكثر. * ويؤكد الخبراء لدي الشركات العملاقة ان الشبكات الالكترونية الكبري أصبحت علي أولويات اهتمام المعلنين وان شبكة الانترنت ستكون في المستقبل القريب هي الوسيط الاعلاني الأكثر نمواً وتعملقا ويكفي ان تعرف ان شبكة الانترنت حققت هذا العام فقط ما يقرب من 55 مليار دولار بنمو يصل الي 10% عن العام الماضي بينما تراجعت الاعلانات علي المواقع الالكترونية للصحف الكبري ال 19% تقريبا. * ومن المتوقع ان يحدث تغيير في سياسات القنوات الفضائية سواء عربية أو أجنبية وكذلك المواقع الالكترونية للصحف ويتجه التغيير الي خفض أسعار الاعلانات المصورة بشكل تنافسي مع المواقع الأكثر شهرة حتي تستعيد جزءاً مما فقدته و مما ستفقده في الأشهر القادمة.