لست ممن يحبذون دخول الدعاة والشيوخ ورموز الدين الإسلامي علي الخط في الحديث عن لاعب مصر الدولي محمد صلاح وقولهم إنه بما يفعله بسجوده عقب إحراز الأهداف وأخلاقياته داخل وخارج الملاعب الإنجليزية أفضل مما يفعله ألف داعية للإسلام حول العالم. اعتقد أن الدعاة ورموز الدين الإسلامي الذين فشلوا في الحفاظ علي الشباب من الانحراف والخروج عن طريق الإسلام الصحيح وفشلهم في تجديد الخطاب الديني وعجزهم عن القيام بأي دور في منع المشاهد الخارجة والألفاظ غير اللائقة في مسلسلات رمضان لا يحق لهم الحديث عما يقوم به صلاح باعتباره من الدعاة الجدد. ان ما يفعله لاعبنا الدولي محمد صلاح ومعه اللاعب السنغالي زميله بفريق ليفربول الإنجليزي ساديو ماني واللاعب التركي الأصل والألماني الجنسية مسعود أوزيل لاعب أرسنال الإنجليزي يندرج تحت نص الحديث النبوي الشريف "الدين المعاملة" فقط ليس أكثر. اللاعبون الثلاثة لم يكونوا يقصدون الترويج للدين الإسلامي بسجودهم أثناء المباريات ولكنهم مارسوا عادات وتقاليد وقيم واخلاقيات تربوا عليها في قراهم "نجريج" المصرية بالنسبة لصلاح و"بامبالي" السنغالية بالنسبة للاعب ماني و"زنجولداق" التركية بالنسبة لوالد أوزيل. وكما ان نجمنا محمد صلاح يبدأ المباريات بقراءة الفاتحة والدعاء في منتصف الملعب والسجود بعد كل هدف والتبرع لمشروعات خيرية لأبناء قريته وبأجهزة طبية للمستشفيات ولمشاريع قومية مصرية فإن اللاعب ساديو ماني ابن إمام أحد المساجد في قرية بامبالي التابعة لمدينة سيدهيو بالسنغال يسجد أيضاً بعد احراز الأهداف وتبرع لإعادة بناء المسجد الذي يعمل به والده إماماً وخطيباً وأيضاً اقام مشروعات خيرية لابناء قريته وكما قال للصحافة الإنجليزية ان والده مازال يعاتبه علي قصة شعره التي يظهر بها في المباريات. ماني سجل أسرع "هاتريك" في تاريخ الدوري الإنجليزي عندما كان يلعب لفريق ساوثهامبتون حيث سجل الأهداف الثلاثة في دقيقتين وستة وخمسين ثانية وذلك في موسم 2015 -2016. وما فعله أمس الأول اللاعب مسعود أوزيل يندرج تحت العنوان نفسه "الدين المعاملة" فقبل لعب ضربة ركنية أثناء المباراة التي جمعت فريقه ارسنال ضد فريق اتليتكو مدريد في ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي فوجئ بأحد مشجعي الفريق المنافس يلقي عليه قطعةخبز كبيرة بهدف الاهانة لكنه تصرف بأخلاقيات المسلم فالتقط قطعة الخبز وقبلها و ألمسها جبينه ثم وضعها خارج الملعب وهو التصرف الذي لاقي استحسان جمهور أرسنال فانهال بالتصفيق له.. أوزيل حصل عام 2010 علي جائزة "بامبي" لكونه المثال الناجح للاندماج في المجتمع الألماني وقال لصحيفة "دير شبيجل" إنه يقرأ سورة من القرآن قبل بداية كل مباراة وان زملاءه يحترمون فيه أداءه للصلوات في أوقاتها ولا يتحدثون معه أثناءها وأوزيل حصل مع المنتخب الألماني علي كأس العالم عام 2014 كما حصل علي جائزة "أفضل ممرر للكرة" في أوروبا عام 2011 حيث مرر 26 تمريرة حاسمة نتجت عنها أهداف. هناك لاعبون مسلمون دوليون آخرون مثل بول بوجبا لاعب مانشستر يونايتد ونجولو كانتي لاعب تشيلسي مشهورون باخلاقيات المسلم دون ان يكونوا يقصدون الترويج والدعوة للدين الإسلامي أما لاعب ريال مدريد الأسباني كريم بنزيما فهو أكثر لاعب مسلم عرفته الملاعب الاسبانية اهداراً للأهداف وإصابة جماهيره بالصدمات المتتالية ويمثل أسوأ نموذج للاعب المسلم فهل يتحدث عنه الدعاة والشيوخ؟