تطلق عليه الصحف في الكويت حاليا لقب.. الوزير الشجاع الذي أبي ان يتسامح مع الفساد انه الدكتور الشيخ محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذي أعلنت الحكومة الكويتية استقالته وكانت هذه الاستقالة متوقعة حيث ان الصباح لم يحضر اجتماع مجلس الوزراء في اليوم السابق وقبلها لم يحضر اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة حول الأزمة السورية.. وقد تم قبول استقالته وتكليف علي الراشد وزير شئون مجلس الوزراء بالقيام بمهام وزير الخارجية بالانابة لحين تعيين وزير جديد للخارجية. بهذه الاستقالة يصبح الشيخ محمد ثاني عضو بارز في الأسرة الحاكمة يغادر الحكومة منذ يونيو بعد نائب رئيس الوزراء الشيخ أحمد الفهد الذي استقال علي خلفية نزاع تحدثت عنه الصحف مع رئيس الوزراء وهو ثالث وزير في الحكومة الحالية بعد وزيري الداخلية والتنمية المحلية يقدم استقالته. وتسيطر استقالة الصباح المفاجئة من منصبه علي المشهد السياسي في الكويت. رغم قبولها فقد تزامنت تلك الاستقالة- أو لها علاقة قوية لا سبيل إلي انكارها- مع فضيحة فساد تهز البلاد حاليا يشتبه في تورط عدد من كبار المسئولين وأعضاء البرلمان البارزين فيها وتعرف هذه الفضيحة باسم فضيحة الايداعات المليونية أو الحسابات الخاصة ويعتقد انها خاصة بمبالغ تم ايداعها في البنوك بواسطة بعض الشركات في حسابات خاصة بهؤلاء المسئولين وأعضاء البرلمان- وبعضهم مسئولون سابقون- لانجاز مصالح هذه الشركات أو تم تحويلها للخارج وحسب الاحصائيات المعلنة فان التحقيقات تشمل 14 عضوا من البرلمان المعروف باسم مجلس الأمة والبالغ عددهم خمسين عضوا. إشادة وتساؤلات وقد تبارت الصحف في الاشادة في طبعاتها في اليوم التالي فها هي صحيفة تقول انه فضل خيار الاستقالة بعد ان تباطأت الحكومة في محاربة الفساد وتطبيق اصلاحات حقيقية ازاء قضية الايداعات المليونية والشبهات التي تدور حولها". ومضت الصحيفة فأشارت إلي ان الاستقالة تزامنت مع تصعيد المعارضة حملتها ضد الحكومة وضد رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الصباح. وقد وجد نواب المعارضة. الليبراليون والقوميون والاسلاميون صفوفهم في مواجهة الحكومة علي خلفية فضيحة الفساد التي تتعلق باتهامات لنواب موالين للحكومة بقبول رشاوي تناهز 350 مليون دولار. فيما توجه أصابع الاتهام إلي الحكومة نفسها كمصدر لهذه الأموال. وامتدت الاشادة إلي النواب حيث أيد عدد منهم استقالة محمد الصباح واصفا إياها بالجريئة والشجاعة. وبداية لسلسلة متواصلة من الاستقالات. وأشاد النائب مبارك الوعلان بالخطوة الجريئة التي أقدم عليها الصباح برفضه الزج بتاريخه في ظل حكومة أساءت إلي الحياة السياسية والبرلمانية للمرة الأولي في تاريخ الكويت بفضيحة الايداعات المليونية التي طالت بعض نواب الأمة في ذممهم وأشاد نائب آخر بالاستقالة لكنه دعا الشيخ محمد إلي العدول عن استقالته لأن الكويت تحتاجه أكثر من أي وقت مضي. وبالطبع لم تكن الاشادة علي طول الخط فقد وجدنا النائب فيصل الدويسان يبدي استغرابه الشديد من لجوء الصباح إلي الاستقالة بدلاً من المواجهة موضحاً أنه اذا قدم كل وزير استقالته أمام أول تهديد بالاستجواب فعلي الحكومة السلام. ودعا جميع الوزراء إلي تحمل مسؤولياتهم السياسية والدفاع عن أنفسهم وقسمهم الدستوري وعدم الهروب منها. وبدوره. أكد النائب د. فيصل المسلم أن استقالة وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح هي استقالة مستحقة وفات موعدها ولا تغني عن رحيل الحكومة الحالية ومجلس الأمة. والاتيان برئيس جديد بنهج جديد لادارة السلطة التنفيذية في البلاد. كما اعتبر البعض ان استقالته جاءت بسبب شعوره بتخلي الحكومة عنه قبل مواجهة برلمانية كان يتعين عليه ان يخوضها مع النائب مسلم البراك الذي يتزعم المعارضة في قضية الايداعات المليونية نظراً لأن التحويلات الخارجية تقع ضمن مسؤولياته أو ان الحكومة هي التي سارعت باقالته كي لا يرد وحتي لا يتعرض إلي مواجهة أي مساءلة سياسية في حال عدم إجابته.