يلقي السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان أواخر الأسبوع القادم خطاباً هاماً يحدد ملامح خريطة التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال المرحلة القادمة. وذلك خلال افتتاح الدورة الجديدة من مجلس عُمان الذي يتكون من مجلسي الدولة والشوري والذي يمثل السلطة التشريعية في السلطنة. شهدت سلطنة عُمان خلال الأسبوع إجراء انتخابات مجلس الشوري للدورة السابقة 2011/2014 التي تميزت بإقبال شديد من كافة أفراد الشعب. وتمت في أجواء من الحرية والشفافية التامة. حيث سجل 520 ألفاً أسماءهم في القوائم الانتخابية. وبلغت نسبة التصويت 76% مقابل 380 ألفاً في الدورة الماضية. وتنافس هذه الدورة 1300 مرشح بينهم 77 امرأة مقابل 700 مرشح بينهم 21 امرأة في العام الماضي. وذلك لانتخاب 84 عضواً. تعد سلطنة عُمان أول دولة في مجلس التعاون الخليجي تمنح المرأة حق الترشح والتصويت في الانتخاب منذ عام .1994 يذكر أن انتخابات هذه الدورة شهدت عودة المرأة إلي المجلس بعد غيابها الدورة الماضية. كان السلطان قابوس قد أصدر أول أمس مرسوماً بتعديل بعض أحكام النظام الأساسي لتتناسب مع خطة العمل خلال المرحلة المقبلة بناءً علي استراتيجيات التنمية ومسيرة الديمقراطية التي تشهدها عُمان والمستمدة من مبادئ الشوري الإسلامية. استهدفت التعديلات الجديدة مجموعة من الصلاحيات التشريعية لمجلس عُمان وذلك بهدف ترسيخ مفهوم المشاركة السياسية لتحقيق متطلبات الدولة العصرية. ومن أهم هذه الصلاحيات: استجواب الوزراء في كافة الأمور التي تتعلق بتجاوز صلاحياتهم بالمخالفة للقانون. مع إلزام كل وزراء الخدمات بإرسال تقرير سنوي عن كافة مراحل تنفيذ مشروعاتهم. إضافة إلي إرسال نسخ من تقارير الرقابة المالية والإدارية إلي كل من مجلسي الدولة والشوري. بما يساهم في مراقبة المال العام وأوجه الإنفاق. يتولي الإشراف علي انتخابات الشوري والفصل في الطعون الانتخابية لجنة عليا تتمتع بالاستقلال برئاسة أحد نواب رئيس المحكمة العليا. هذا بالإضافة إلي وضع توصيات حول مشروعات القوانين والاتفاقيات الاقتصادية والاجتماعية وتحديد كل مشروعات التنمية والميزانية. تطرقت التعديلات إلي التأكيد علي مواصلة تطوير الممارسة الديمقراطية وتفعيل مشاركة جميع المواطنين في مسيرة التنمية بما يتماشي مع مستجدات المرحلة الراهنة. ومتطلبات التطوير التي تنشدها عُمان بما يساهم في دعم مناخ الانفتاح السياسي. لاقت التعديلات الجديدة اهتماماً كبيراً وترحيباً من جموع الشعب العُماني. خاصة أنها اتسمت بالشفافية والحياد الكامل من الحكومة. .. وتفعيلاً لممارسة الديمقراطية وتدعيم جسور التواصل والثقة تأتي الجولات السنوية التفقدية التي يقوم بها السلطان قابوس بن سعيد وتشمل كافة المحافظات والمناطق. ويتم عقد لقاءات جماهيرية مباشرة وإجراء عدة حوارات تتسم بالمصداقية ليتعرف من خلالها السلطان علي احتياجات المواطنين الحقيقية. ورؤيتهم لما تشهده عُمان من خطوات نحو البناء. تعد هذه الجولات بمثابة البرلمان الشعبي. فهي لا تقتصر علي نخبة أو فئة محددة. ويحرص سلطان عُمان علي اصطحاب كل الوزراء والمسئولين لمعرفة الاحتياجات والمتطلبات التي ينشدها الجميع بهدف وضع برامج زمنية محددة لتنفيذها بما يساهم في تقوية العلاقة بين المواطن والدولة ولحماية حقوق المواطنة وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع.