أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن عن شكره العميق لمصر لاشرافها الكامل علي انجاز صفقة تبادل الأسري الفلسطينيين بنجاح كما تقدم بوافر العرفان لمصر شعباً وقيادة لما تبذله من جهد خالص من أجل القضية الفلسطينية. قال خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية وعدد من الصحفيين ووسائل الاعلام بمقر إقامته بقصر الاندلس بالقاهرة الليلة الماضية إن الافراج عن 1000 أسير فلسطيني من غياهب السجون والمعتقلات الاسرائيلية قد أثلج صدور الشعب الفلسطيني وأشاع جواً من الفرحة والتفاؤل لدي أسر هؤلاء الأسري واعطانا أملاً كبيراً في مواصلة الجهود والضغط علي الحكومة الاسرائيلية حتي يتم الافراج عن باقي أسرانا لديهم والبالغ عددهم 5 آلاف أسير. تطرق الرئيس الفلسطيني بعد ذلك إلي موضوع إعلان الدولة الفلسطينية وقال انه يجوب العالم شرقاً وغرباً من أجل قضية فلسطين العادلة وهؤلاء بصدد الحصول علي موافقة أكبر عدد من الدول الاعضاء في مجلس الأمن من أجل الموافقة علي إعلان دولة فلسطين بعد ان اضطرته الجمعية العامة للأمم المتحدة إلي اللجوء لمجلس الأمن. أضاف أبو مازن أنه لا يخشي الفيتو الأمريكي في حال موافقة 9 دول علي الطلب الفلسطيني لأنه في كل الأحوال يدرك جيداً حجم الضغوط السياسية التي تمارسها إسرائيل علي واشنطن لكن الطريق المليء بالأشواك يدفعك دائما للمغامرة حتي تصل إلي حلمك وتحقيق هدفك المشروع ويكفي ألا يخذلك الأصدقاء. أضاف أبو مازن أن اقتراح اللجنة الرباعية في الأممالمتحدة قد لقي قبولاً من الجانب الفلسطيني خاصة وهو يحمل بداخله أهم المطالب الفلسطينية وعلي رأسها وقف الاستيطان الاسرئيلي والعودة لحدود 67 كاملة.. لكن الجانب الإسرائيلي يماطل كالعادة في الموافقة علي هذا الاقتراح ونحن ننتظر لقاء مع اعضاء اللجنة الرباعية في الخامس والعشرين من أكتوبر الجاري "الثلاثاء القادم". قال إن لديه لقاء مطولاً مع خالد مشعل بداية نوفمبر القادم لبحث عدد من القضايا الملحة وعلي رأسها الوزارة الجديدة التي تعهد أبو مازن بتشكيلها علي أسس موضوعية اضافة إلي الانتخابات الفلسطينية التي ستجري بداية العام القادم.. وأضاف حول المصالحة وتطوراتها: لقد قلنا ان الحكومة التي ستشكل هي حكومتي وعقب الانتخابات الجديدة ستشكل حكومة جديدة ومن سينجح سيتولي زمام الأمور حتي الآن أنا مسئول عن الشعب لانني من سيتحمل المسئولية هذه الفترة. فكل الأمور معلقة حتي تجري الانتخابات.. ونحن لسنا متناقضين مع حماس بل متوافقين سواء في طلب حدود 1967 أو المفاوضات. نحن سنتحدث مع حماس لرسم رؤية استراتيجية فالمصالحة مستمرة سواء نجحت أو فشلت المفاوضات لأنها قضية وطنية ونعمل بها بنفس الهمة.. ورداً علي تساؤل حول ان كان قد تعرض الرئيس لتهديد من أوباما بشكل شخصي بسبب طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة أو ان الوفد القطري قام بالضغط علي فلسطين في اللحظات الأخيرة لعدم تقديم الطلب. أجاب: لقد كان أوباما واضحا وقال انه ضد حضوري وتقديم الطلب وسألني ان كنت أقبل عق مفاوضات بلا وقف للاستيطان فقلت له لا.. وهذا لم يسبب أي مشكلة. فأنا لا أصطدم مع أي دولة بالعالم لانه ليس لدي رغبة أو قدرة لكننا حين نختلف نختلف كأصدقاء. وحين طلب مني سحب الطلب لم أفعل.. نحن نرفض في إطار الحوار الحضاري بلا فتح النيران علي أحد.. وبخصوص قطر قال كان هناك سوء فهم لديها فقد اعتقدوا اننا سنتوجه مباشرة إلي الجمعية العامة لكننا أوضحنا الصورة لهم وفي اليوم التالي من تقديم الطلب استقبلني الوفد القطري بالتصفيق والهتاف مع كل وزراء الخارجية العرب. وأضاف: أنا مستعد أن استمع بعقل منفتح لأي بديل آخر تعرضه أمريكا لصالح القضية الفلسطينية ولكن عليها ألا تقول لا لطلبنا نيل العضوية بالأممالمتحدة لمجرد الرفض. * * كواليس اللقاء.. في مقر إقامته بقصر الأندلس بشارع العروبة. استقبل الرئيس الفلسطيني عدداً من رؤساء تحرير الصحف المصرية ووسائل الاعلام وهي عادة أثيرة يحرص عليها أبو مازن خلال زيارته للقاهرة لإطلاع الرأي العام المصري والعربي علي كافة المستجدات علي صعيد المفاوضات الفلسطينية في الأممالمتحدة حيث فردت لهم سجادة حمراء خلال الاستقبال..وحضر اللقاء الاستاذ خالد بكير رئيس مجلس إدارة دار التحرير للطبع والنشر وحالت ظروف سفر رئيس تحرير المساء الاستاذ جمال أبو بيه دون حضوره اللقاء الذي استمر لمدة ساعة ونصف بدأت بترحيب أبو مازن. للضيوف الذين انتظروه لمدة نصف ساعة كان هو ينتظر فيها وصول السيد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين حتي يحضر اللقاء..وحكي أبو مازن عن زيارته الأخيرة لدولة كولومبيا" الذي جاء منها إلي القاهرة من أجل شرح موقف فلسطين في مجلس الامن وامكانية تصويت كولومبيا لصالح اعلان الدولة..وقال إن رئيس كولومبيا كان صريحا معه منذ البداية وأخبره انه لن يصوت لصالح فلسطين لكن أبو مازن لم يشعر باليأس وقام بشرح كل ملابسات القضية مما وضع الرئيس الكولومبي في حرج بالغ وجعله يرسل وزيرة خارجيته الي واشنطن حتي تستشير الادارة الامريكية ولا يعرف حتي الآن الرد الامريكي علي الطلب الكولومبي لكنه أخبر الحضور عن ثقته في دعم الاصدقاء..و تستطيع ان تشعر داخل قصر الاندلس بأنك وسط سفارة دولة فلسطينبالقاهرة أو في قطعة من أرض فلسطين لهجة العاملين وافراد الحرس الخاص بالرئيس أبو مازن وطاقم السكرتارية كلهم يرحبون مبتسمين وخاصة أصغر فرد في طاقم العلاقات العامة والذي يدعي "تامر عرفات" وحين سألته عن سر الحفاوة والسعادة البادية علي وجهه قبل ان يصل الرئيس قال انه مصري فلسطيني ولابد ان يحس شعورا بالفخر والسعادة وهو ينتظر رئيس دولته علي أرض وطنه الغالي مصر.