كشف أحد مقاتلي الثوار في ليبيا أن معمر القذافي كان يختبئ في أنبوب لصرف النفايات والقاذورات في سرت حينما تم الامساك به. وقال أحمد السحاتي وهو مقاتل من قوات الحكومة عمره 27 عاما إن القذافي كان يجلس بجوار أنبوبي صرف أسفل طريق سريع. وأضاف "وصفنا بأننا جرذان لكن انظر أين وجدناه." وجاء في تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء عن الساعات الأخيرة في حياة القذافي أنه قبل صلاة فجر يوم الخميس خرج وسط عشرات من حرسه الخاص الموالين له يرافقه قائد جيشه الذي لم يعد له وجود أبو بكر يونس جبر من حصار سرت المستمر منذ شهرين وشقت المجموعة طريقها في اتجاه الغرب. لكنهم لم يبتعدوا كثيرا. وقال حلف شمال الاطلسي ان طائراته ضربت عربات عسكرية تابعة لقوات موالية للقذافي قرب سرت في حوالي الساعة 8.30 صباح يوم الخميس لكن الحلف قال انه غير واثق مما اذا كان القذافي لقي مصرعه في الهجوم. ووقفت 15 شاحنة صغيرة مركب عليها مدافع الية محترقة ومحطمة تتصاعد منها ادخنة بجوار محطة كهرباء فرعية تبعد نحو 20 مترا عن الطريق الرئيسي الذي يقع علي بعد ميلين الي الغرب من سرت. وكان من الواضح انهم ضربوا بقوة . لكن لم تكن هناك حفرة نجمت عن انفجار قنبلة تشير الي ان الضربة ربما نفذتها طائرة هليكوبتر حربية أو ان طائرة مقاتلة اطلقت مدافعها علي القافلة. وداخل الشاحنات كانت رفاة السائقين التي تفحمت والركاب الذين قتلوا علي الفور في الضربة مازالت علي المقاعد. وبعض الجثث الاخري رقدت وقد بترت اجزاء منها وأصبحت مقلوبة علي العشب. ويوجد نحو 50 جثة بصفة اجمالية. ونجا القذافي نفسه وحفنة من رجاله من الموت وفروا فيما يبدو وسط مجموعة أشجار نحو الطريق الرئيسي واختبأوا في انبوبي صرف.لكن مجموعة من مقاتلي الحكومة كانت تسير علي دربهم في نفس الاتجاه. ونقلت رويترز عن سالم بكير ان مقاتلي الثوار قاموا في البداية بإطلاق النار عليهم من مدافع مضادة للطائرات لكنها لم تكن مجدية. ثم توجه المقاتلون اليهم سيرا علي الاقدام. وأضاف سالم إن أحد رجال القذافي جاء وهو يلوح ببندقيته في الهواء ويصرخ مستسلما لكن بمجرد ان رأي وجهي بدأ يطلق النار علي. وأعرب سالم عن اعتقاده بأن القذافي امرهم بأن يتوقفوا. وقال الرجل إن القذافي هنا وهو جريح. وأضاف بكير "توجهنا الي هناك وأخرجنا القذافي. كان يقول ما الخطب. ما الخطب. ما الذي يحدث .. ثم أخذناه ووضعناه في السيارة."وقال بكير انه في وقت القبض عليهم كان القذافي جريحا بالفعل بأعيرة نارية في الساق والظهر. وأكد مقاتلون حكوميون اخرون ذكروا انهم شاركوا في القبض علي القذافي في تصريحات منفصلة رواية بكير للاحداث لكن أحدهم قال ان الرجل الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما ضرب بالرصاص وجرح في اللحظة الاخيرة بواسطة أحد رجاله. وقال عمران جمعة شوان "أحد حراس معمر القذافي ضربه بالرصاص في صدره." وقال بكير ان قائد الجيش جبر قبض عليه حيا أيضا. وأعلن مسئولون من المجلس الوطني الانتقالي في وقت لاحق انه مات.وكانت هناك أربع جثث اخري ترقد عند الطرف الاخر للانبوبين. جميعها لرجال سود احدهم نسف مخه خارج رأسه ورجل اخر قطع رأسه. ومن هناك نقل القذافي الي مدينة سرت القريبة. وأظهرت التسجيلات المصورة القذافي وهو يترنح جريحا لكنه كان مازال علي قيد الحياة ويلوح بيده اثناء جره من شاحنة بواسطة حشد من جنود الحكومة الغاضبين الذين كانوا يوجهون اليه الضربات ويجذبونه من شعره. ثم ظهر وهو يسقط علي الارض يحيط به الحشد. وأعلن مسئولو المجلس الوطني الانتقالي في وقت لاحق ان القذافي توفي متأثرا بجراحه بعد القبض عليه.