الساحرة المستديرة.. مجنونة.. غدارة.. لا أمان لها وهذا سر حلاوتها.. وإثارتها.. وعشق الملايين لها فالتكهن بنتائج مبارياتها أشبه بمغامرة غير مضمونة.. وجاء لقاء القمة "115" بين قطبي الكرة المصرية العملاقين الأهلي والزمالك ليثبت هذا الواقع.. فاللقاء انتهي بفوز الأهلي بثلاثية.. رغم أن المتابع لسير وأحداث المباراة سيجد أن الزمالك كان الأفضل والأكثر استحواذاً علي الكرة وسيطرة علي مجريات اللعب وأنه تفوق ميدانياً.. علي مدار شوطيه ويحسب للاعبيه أنهم تماسكوا ولم يتأثروا بالهدف المبكر الذي سجله مؤمن زكريا بعد تلقيه تمريرة بالمقاس من وليد سليمان.. وغير المراقب مستغلاً الخطأ الذي ارتكبه أحمد الشناوي عندما تعامل مع الكرة برعونة لتنتهي بهدف السبق للأهلي والذي أربك إلي حد ما حسابات المارد الأبيض ومدربهم إيهاب جلال. ورغم تلك المفاجأة غير المتوقعة انتفض لاعبو الزمالك واستطاعوا فرض سيادتهم علي منطقة المناورات والضغط علي الأهلي في نصف ملعبه.. ولكن عابهم عدم قدرتهم علي ترجمة واستثمار هذا التفوق الميداني لخلق الفرص المؤثرة التي تهدد مرمي محمد الشناوي حارس الأهلي تهديداً مباشراً حتي لم يختبر اختباراً حقيقياً وبلغت أزمة الزمالك ذروتها في القمة "115" عندما أتيحت لهم فرصة ذهبية للعودة للمباراة وتحقيق التعادل بعد أن حصل حازم إمام علي ضربة الجزاء الصحيحة. ولكن رعونة باسم مرسي من ناحية.. وابتعاده عن فورمة وحساسية المباريات وحماسته الشديدة في الإعلان عن نفسه واستعادة الثقة وفتح صفحة جديدة مع ناديه وجماهيره بعد غياب وصيام طويل عن المباريات والتهديف كلها عوامل أثرت علي تركيز باسم واتخاذه القرار السليم لحظة التسديد ليخفق في التسجيل هدف الإنقاذ فيما تألق محمد الشناوي وكان عند الموعد والمكان المناسبين لينقذ ببراعة فريقه الأهلي من ضربة الجزاء ويحرم الزمالك من فرصة مؤكدة للتعادل بعد إخفاق باسم في ترجمتها لهدف مؤكد. وفي الوقت الذي افتقد فيه الزمالك القدرة علي إيجاد حلول عملية لاختراق دفاعات الأهلي والوصول لمرمي الشناوي رغم أنهم قدموا واحداً من أفضل عروضهم هذا الموسم.. فإننا نجد أن الأهلي لعب بهدوء وتركيز شديدين دون تسرع أو صربعة ومنحهم هدف السبق المبكر ثقة.. ورغم أن الزمالك أجبرهم علي التقهقر لنصف ملعبهم أغلب فترات اللقاء والاعتماد علي الهجمات المرتدة غير أن الأهلي أجاد استثمار الفرص القليلة المتاحة أمام لاعبيه بفضل سرعتهم في بناء الهجمات المضادة ونجاحهم في استغلال بعض الأخطاء الدفاعية للاعبي الزمالك وأبرزها ترك مساحات خالية في الخطوط الخلفية مثلما حدث في الهدف الثالث للأهل يالذي سجله وليد أزارو من انفراد صريح بعد أن أفلت من علي جبر.. وكان أيضاً انفراد علي معلول بالشناوي أيضاً سبباً في عرقلته له ليحتسب الحكم ضربة جزاء سجل منها عبدالله السعيد الهدف الثاني. خلاصة القول "إن الزمالك لعب والأهلي فاز" وتلك هي كرة القدم فليس شرطاً أن يفوز الفريق الأفضل والأكثر انتشاراً في الملعب وسيطرة علي الكرة.. فالفيصل دائماً هو مدي القدرة علي غزو الشباك فالنتيجة يحسمها لصالحه الفريق الأكثر تهديفاً.. وليس الأجمل أداءً واستحواذاً علي الكرة. كما أن هناك قاعدة كروية تؤكد دوماً أن الفريق الذي يخفق في التسجيل عليه أن يستقبل أهدافاً وهذا ما حدث في تلك القمة فباسم مرسي أهدر فرصة ضربة الجزاء المؤكدة لإعادة فريقه فكانت نقطة تحول في المباراة عندما رد عليه السعيد بتسجيل هدف الاطمئنان الثاني للأهلي وجاء أزارو المغربي ليقتل المباراة بالهدف الثالث. عموماً فإن إيهاب جلال من خلال أداء لاعبيه أثبت أن الزمالك قريباً قادم بقوة روحاً ولعباً وأداءً فالرجل تسلم المهمة منذ 24 ساعة قبل القمة وحسام البدري يقود الأهلي منذ عامين وهو ما يجعل فريقه يتمتع بالإيجابية والاستقرار الفني وقدرة علي امتلاك شخصية في الملعب فمبروك للأهلي وهارد لك للزمالك.. و"الجيات أكثر من الريحات".