أمريكا ساخطة علي الرئيس السيسي. إذن هو علي حق.. الصهاينة قلقون منه. إذن هو علي حق.. أردوغان وقطر يتآمران عليه. إذن هو وطني حقاً.. فلو أن أعداءنا رضوا عن رئيسنا وامتدحوه وأثنوا علي سياسته لشككنا نحن- كمواطنين في ولائه للوطن. لقد أطلق هؤلاء الأعداء كلابهم المسعورة إخواناً وغير إخوان- علي الرئيس السيسي في كل حدث ومناسبة إذا عمل نبحوا عليه. وإذا صمت نبحوا عليه.. لكنهم فشلوا في تعويق خطاه. ويئسوا من تعطيل مسيرته في إعادة بناء وطن تهرأ وترهل طوال أربعين عاماً. لو كان السيسي يمثل مصالح الغرب وأعداء الداخل لتحالفوا معه كما تحالفوا مع كل الخونة من قبل. أمثال الخديو توفيق.. لكنهم ترصدوا له كل مرصد كما ترصدوا لمحمد علي وجمال عبدالناصر وأحمد عرابي.. ووجدوا ثغرة لكل وطني من حكامنا للتصدي له وإيقاع الأذي به.. ولما كان السيسي علي وعي بهذا التاريخ وهذا التآمر المتكرر بسيناريوهاته المتشابهة. فقد نجا من مثل هذه المحاولات. ونجونا معه كشعب ووطن. لكن أحدث محاولات "جر الرجل" الآن هي اعتراف أمريكابالقدس عاصمة للصهاينة. ثم انطلقت وسائل الدعاية والتسخين والشحن لأجل أن تتدخل مصر عسكرياً. كما كان يحدث دائماً. وجزء من هذه الوسائل والآلات خطب أردوغان وصراخه الفارغ وولولته التي لم تتجاوز ولولة النساء علي القدس.. فاجتمع في قمة إسلامية. لا لاستخلاص القدس وتحريرها. بل لمهاجمة أمريكا بسبب دعمها للأكراد!! وليضع في يده ورقة أخري من اجل قضاياه الشخصية. ولو كان جاداً وهو يرأس القمة أو ربع القمة هذه لأعلن هو قطع العلاقات مع الصهاينة: سياسياً واقتصادياً وعسكريا. القدس الآن- ودائماً- ليست الهدف. بل مصر نفسها. فإذا لم يستطيعوا الاعتداء عليها عسكرياً لما منحها الله من جيش عظيم وحاكم مخلص. وعجزوا عن تكبيلها اقتصادياً. فليدفعوها إذا لتبني قضايا واهتمامات تصرفها عن البناء الذاتي وإقامة صرح مصر القوية المهيمنة.. ولذا فليس للرئيس السيسي أن يلتفت يميناً لصراخهم وشتائمهم وإعلامهم الشائه. وليس له أن يلتفت يساراً لاستعطافهم وولولاتهم. بل عليه أن "يبص قدامه" فقط.. وأن يفيد من حالة السيولة الدولية ومن تحول عناصر القوة من الغرب الأوروبي الأمريكي إلي الشرق الروسي الصيني الهندي لنكون نحن جزءاً محورياً في هذه القوة الجديدة. وعماداً من أعمدتها.