لا صوت يعلو الليلة علي صوت نهائي كأس مصر أحد أعياد الكرة المصرية والذي يجمع الزمالك أحد قطبي الكرة وإنبي كبير العائلة البترولية في مواجهة مثيرة تحمل في عنوانها كل مظاهر الإثارة والتشويق والمتعة لما يضمه الفريقين من نجوم متميزة في فنون اللعبة.. بعد أن قدموا خلال مشوارهما حتي النهائي أفضل العروض.. فاستحقوا عن جدارة شرف الوصول للمحطة الأخيرة.. ومن الطبيعي أن يحلم كل منهما أن يتوج بطلا للكأس الغالية ولكن يبقي أن يترجم هجوم الفريقين تلك الأحلام المشروعة علي أرض الواقع.. وهذا يتوقف علي قدرة اللاعبين علي استغلال الفرص المتاحة في التهديف.. وكلنا نتفق ان الحافز لدي الزمالك يمثل نقطة فاصلة ومدي قدرته علي العودة للمنافسة علي البطولات التي غابت عن القلعة البيضاء 7 سنوات باستثناء كأس عام 2008 الذي انتزعه من إنبي.. ولكن لأن الزمالك استقدم المعلم حسن شحاتة صاحب معجزة الفوز بكأس أمم افريقيا ثلاث مرات متتالية ولبي له كل طلباته المادية والفنية بالتعاقد مع مجموعة من اللاعبين الجدد لدعم صفوف الفريق بهدف وضعه علي طريق البطولات فإننا نجد أن جماهير الزمالك ومن خلفها مجلس الإدارة باتت تحلم بأن يفتتح المعلم مشواره مع مدرسة الزمالك بالفوز ببطولة كأس مصر لتكون بمثابة ضربة معلم ودليل عملي أن الزمالك في طريقه لاستعادة لغة البطولات وهيبته علي مستوي الكرة العربية والافريقية والمحلية وهي هيبة البطل التي فقدها علي مدار السنوات السبع.. يزيد من تلك الآمال والأحلام بأن الكأس يجب تقبع في القلعة البيضاء بميت عقبة أن أقوي منافسين لقلعة الزمالك وهما الأهلي والإسماعيلي قد خرجا من البطولة وبالتالي لم يعد للمعلم ولا للاعبيه حجة في عدم الفوز بالبطولة والصعود لمنصة التتويج.. وبقدر حجم تلك الأحلام الكبيرة ستكون الصدمة أكبر إذا ما نجح إنبي في خطف الكأس والثأر من نهائي ..2008 وهذا يعني ان خسارة الزمالك للبطولة ستكون توابعه وردود أفعاله داخل جدران النادي بمثابة عودته للنفق المظلم.. ولا أحد يعرف ماذا ستكون نتائجه علي مجلس الإدارة واللاعبين والجهاز الفني. وفي ظل تلك الأجواء التي جعلت هذا النهائي بالنسبة للزمالك مصيرياً فإن ضياع الكأس لن يكون بمثابة خسارة مباراة وانتهت.. ومن هنا فإن نجوم الزمالك الكبار بقيادة شيكابالا وعمرو زكي ومحمود فتح الله وعبدالواحد السيد ومعهم رزان المهاجم البنيني مفاجأة المعلم في النهائي يتحملون مسئولية في تحقيق الفوز بالهدوء والتركيز وضبط إيقاع المباراة وربط خطوط الفريق خاصة وانهم يملكون المهارة والخبرة التي تؤهلهم لتحويل أنصاف الفرص لأهداف تعيد الزمالك للقمة التي تركها خلال السنوات السبع العجاف.. ولكن في الوقت نفسه فإن إنبي لن يكون صيدا سهلا فهو فريق يمتلك مزيجا من الشباب الموهوب واللاعبين أصحاب الخبرات أمثال محمد أبوالعلا وديفونيه وأحمد عبدالظاهر ويقودهم مختار مختار المدرب الكفء ويريد مع لاعبيه الثأر من الزمالك والتأكيد ان فريق إنبي يستحق أن يعود لمنصات التتويج بعد أن خضع خلال الموسمين الماضيين لعملية إحلال وتجديد وإعادة بناء من أجل العودة لمكانته كأحد أندية القمة للكرة المصرية يجيد لغة البطولات واللعب مع الكبار ويبقي دور جماهير الزمالك في إنجاح هذا النهائي بالالتزام بالروح الرياضية والسلوك الحضاري في تشجيع لاعبيها والاستمتاع بهذا النهائي المثير وبفنون الساحرة المستديرة خاصة في تلك المرحلة التاريخية التي يمر بها الوطن ويتابعه العالم عن كثب حتي نثبت اننا شعب يعي تماماً مسئولياته وان المباراة في كرة القدم ولن تخرج عن هذا الإطار كونها مباراة رياضية الهدف منها المتعة والتسلية والترويح عن النفس حتي نؤكد للعالم أجمع ان مصر ستبقي واحة الاستقرار والأمن والأمان مهما كره الحاقدون والكارهون والمتآمرون علي مستقبل مصر المحروسة بإذن الله دائماً.